إستراتيجية ريادية الإعمال لتبني إنموذج المنظمات الذكية من خلال بناء قدرات الموارد البشرية

دراسة ميدانية في شركات الاتصالات المتنقلة في العراق

(زين العراق – أسا سيل – كورك )

أطروحة مقدمة إلى

مجلس كلية الإدارة والاقتصاد/ جامعة كربلاء
وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في  علوم  إدارة الأعمال

من قبل

محمد ثابت فرعون الكرعاوي

بإشـــــراف

الأستاذ الدكـــتور سعد علي العنزي جامعة بغدادالأستاذ الدكـــتور عواد كاظم الخالدي جامعة كربلاء

       تهدف متغيرات الدراسة الحالية الى إحدى أهم التحولات المعرفية المعاصرة في الفكر الإداري الحديث لتشكل إطاراً فكرياً معبراً عنه بـ(صياغة إستراتيجية ريادية الإعمال لتطوير إنموذج المنظمات الذكية بإطار بناء قدرات الموارد البشرية)، بوصفها المصدر الأهم لتحقيق تنافسية المنظمات واستدامتها في الألفية الثالثة، إذ تم التعبير عن إبعاد الإستراتيجية الريادية بـ(تبني المخاطر، الاستعداد للاستباقية، هجومية التنافس، والتوجه نحو الإبداعية) استناداً إلى (Aktan &  Bulut,2008)، بينما تم التعبير عن قدرات الموارد البشرية بإبعادها (مستوى المعرفة، مستوى المهارات، مستوى الاتجاهات، ومستوى الممارسة) استناداً إلى (Chapagain,2004) وأخيراً تم التعبير عن إبعاد المنظمات الذكية بـ(التكيف، الاستدامة، تشكيل وفهم البيئة، والبراعة) استناداً إلى (Schwaninger,2001).

       لقد أنطلقت الدراسة من مشكلة معبر عنها بعدد من التساؤلات الفكرية والتطبيقية أبرزها(ما طبيعة  العلاقة بين إستراتيجية ريادية الإعمال وبناء قدرات الموارد البشرية في شركات الاتصالات المتنقلة بالعراق؟ وهل يدرك المدراء فيها أهمية بناء قدرات الموارد البشرية على وفق أولوياتها؟ وما هو الدور التأثيري لها في تطوير إنموذج المنظمات الذكية لها) حيث استهدف من الإجابة عن هذه التساؤلات بأستجلاء الدلالات الفكرية لهذه المتغيرات، كونها تعد من الموضوعات الحديثة على البيئة العراقية، ومن ثم تم اختبار علاقات الارتباط والتأثير وإمكانية تنفيذها في بيئة التطبيق، التي خضعت الدراسة لعينة من هذه الشركات والمتمثلة بـــ(زين العراق، اسياسيل، وكورك) وقد حددت عينة الدراسة بـ(308) فرداً موزعين على المستويات الإدارية للشركات عينة الدراسة، وتكمن أهمية هذه الدراسة من إنها ستخرج بتأصيل فكري ومعرفي لطبيعة متغيرات الدراسة، مستنداً إلى الجهد التطبيقي لواقع صياغة إستراتيجية ريادية الإعمال لتطوير إنموذج المنظمات الذكية بإطار بناء قدرات الموارد البشرية. ولتحقيق ذلك صيغت عدد من الفرضيات الرئيسة، وأخرى فرعية تتعلق بعلاقات الارتباط والتأثير بين متغيرات الدراسة، وجرى اختبارها بمجموعة من الوسائل الإحصائية باستخدام الاستبانة (المقياس) كأداة لجمع البيانات والمعلومات من عينة الدراسة.

 وأخيراً خرجت الدراسة باستنتاجات فكرية نظرية، وأخرى تطبيقية شخصت حقيقة واقع التطبيق للإستراتيجية الريادية، كان من أبرزها تكامل صياغة إستراتيجية ريادية الإعمال في تطوير إنموذج المنظمات الذكية بإطار بناء قدرات الموارد البشرية للشركات عينة الدراسة، إذ ثبت بوجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائية ووجود تأثير معنوي لإستراتيجية ريادية الإعمال في تطوير إنموذج المنظمات الذكية من خلال بناء قدرات الموارد البشرية، مما يدل على أهمية الإستراتيجية الريادية وارتباطها بكل المتغيرات الأخرى في هذه الشركات. وقدمت الدراسة استنتاجاً مهماً وهو تولي شركات الاتصالات اهتماماً كبيراً بإستراتيجية ريادية الإعمال بوصفها وسائل مهمة لنقل المهارات والمعرفة التي تعزز من عمليتي بناء قدرات الموارد البشرية وتطوير انموذج المنظمات الذكية.