You are currently viewing الحظر المنزلي واثره في الحد من التلوث البيئي في العالم

الحظر المنزلي واثره في الحد من التلوث البيئي في العالم

 

  أ.م . د هدى زوير مخلف
كلية الادارة والاقتصاد /جامعة كربلاء

     تعد مشكلة تلوث البيئة من المشاكل التي تقض مضجع الدول المتقدمة والمتأخرة على حدا سواء في مجال الصحة العامة وحقوق الإنسان , اذ عجز الإنسان المعاصر من حلها فلم يجد لها أي حل جذري يمكن من خلال  السيطرة على مسبباته أو الحد منها، بالرغم من كل الجهود والمحاولات التي تبذلها منظمات حماية البيئة.

    ويقصد بالتلوث البيئي الإخلال بالنظام البيئي بشكل ملموس او غير ملموس ( الضوء والصوت)  فالتغيير في الصفات الطبيعيّة للعناصر التي تتحكّم في البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وأهمّها الماء والهواء والتربة تغييراً يؤدّي إلى الإضرار بها، نتيجة الاستعمالات غير السليمة لهذه العناصر،وقد يكون التلوّث بيولوجياً أو كيماوياً أو إشعاعياً أو بالنفايات والمخلّفات الضارّة .

    ان مصادر التلوث تنقسم إلى قسمين : مصادر طبيعية  وهذه لا دخل للإنسان بها أي أنه لم يتسبب في حدوثها ويصعب التحكم بها وهي تلك الغازات الناتجة من البراكين وحرائق الغابات والأتربة الناتجة من العواصف وهذه المصادر عادة تكون محدودة في مناطق معينة ومواسم معينة وأضرارها ليست جسيمة إذا ما قورنت بالأخرى.

كالمصادر غير الطبيعية  وهي التي يحدثها أو يتسبب في حدوثها الإنسان وهي أخطر من السابقة وتثير القلق والاهتمام حيث أن مكوناتها أصبحت متعددة ومتنوعة وأحدثت خللاً في تركيبة الهواء الطبيعي وكذلك في التوازن البيئي والتي يسببها الإنسان فهو السبب الرئيسي في احداث التلوث والتغيير في البيئة,  واهم تلك المصادر :

 1-استخدام الوقود في الصناعة. 
2-وسائل النقل البرى والبحري والجوى.      
3- النشاط الإشعاعي. 
4- الزيادة في استخدام المنتجات والتقنية التي تحدث تلوثا كبير(المبيدات الزراعية,الصناعات البتروكيماوية)
5-سوء استغلال  الموارد
6- زيادة معدل النمو السكاني
7-   إلى جانب الملوثات الصناعية يأتي النفط في مقدمة الملوثات خطورة على البيئة بوجه عام والحياة .

  فالماء والتربة والهواء  وحتى الغلاف الجوي ليس بمنأى عن خطر التلوث، فقد تصاعدت الغازات لتتفاعل مع طبقة الأوزون مسببة الثقوب في الغلاف الجوي التي تساعد على تسرّب الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب اضطراباً في نمو الخلية سواء كانت الخلية الإنسانية أو الحيوانية أو النباتية. وأخيرا أصبح الإنسان نفسه مصدر خطر وناقل للمرض كما نعيش اليوم جائحة وباء كوفيد- 19 العالمي,  فكان لحظر التجوال الإجباري اثر واضح في في الحد من انتقال المرض كما اثرت في التخفيف من حدة الملوثات البيئية عالميا.

   إذ يتعرض كل تحسن في الوضع الاقتصادي والاجتماعي في العالم لخطر شديد بسبب التدهور البيئي , ففي الوقت الراهن لوباء كورنا ونتيجة للحظر فقد قلت هذه الملوثات البيئية .

 اذ توقفت العديد من أنشطه الإنسان كإغلاق المصانع اذ قلت المخلفات الملوثة للبيئة وأصبحت السماء صافية في المدن الصناعية وحتى يتوقع ان يختفي ثقب الأوزون خلال هذه المدة , كما ان ووسائل النقل قد توقفت وتقول كيمبري نيكولاس الباحثة في علوم الاستدامة إن وسائل النقل وحدها تسهم بما يصل الى 23 %من الانبعاثات العالمية للكربون وان قيادة السيارات تمثل 72% والنقل الجوي 11%من إجمالي الانبعاثات العالمية ,فضلا عن ذلك لما للحروب العالمية والإقليمية  التي تسببت في العديد من الكوارث البيئية قد توقفت في هذه المدة (حظر التجوال). 

  فالملوثات الثلاثة(الهواء والماء والتربة )التي تؤثر على الإنسان والحيوان والنبات والتي تشكل جزءاً هاماً في حياة الإنسان الاقتصادية ، فهي ذات تكلفة اقتصادية سواءً كانت هذه التكلفة متمثلة في علاج هذه الأمراض أو خسائر ناتجة عن الوفاة الناجمة عن أحد الأمراض المرتبطة بتلوث البيئة.