You are currently viewing العادة الثامنة (من الفعالية الى العظمة)

العادة الثامنة (من الفعالية الى العظمة)

العادة الثامنة (من الفعالية الى العظمة):
ا.د.حمزة محمود شمخي

استكمالا لمقالنا ( العادات السبع للقادة الاكثر فعالية) المنشور في 2/9 والذي حدد عنوانه استلهاما لما ورد في الكتاب المميز الصادر عام 1989،
The 7 Habits of Highly Effective People)
للمبدع Stephen Covey،المتخصص في ادارة السلوك التنظيمي فقد استمر الهامه في تقديم رؤاه حول القيادة الادارية فاصدر كتابه المميز عام 2004 بعنوان
(The 8th Habit: From Effectiveness to Greatness
العادة الثامنة، ( من الفعالية الى العظمة ليستكمل رؤاه المبدعة التي عرضها في كتابه(العادات السبع للناس الاكثر فعالية).

والعادة الثامنة، ليست عادة مضافة إلى العادات السبع ،بل هي (رؤية جديدة وتعزيز بعد ثالث للعادات السبع.وهذا البعد يختص في ما يواجهه الإنسان في هذا العصر من المعرفة المكثفة حيث يعتبرCovey الفعالية التي عرضها في كتابه (العادات السبع) لم تعد خيارا في عالم اليوم، بل هي ثمن دخوله، فالمعرفة والإبداع يقتضي تجاوز الفعالية إلى (العظمة) ولأجل ذلك جاءت العادة الثامنة لتضمن التحول من (الفاعلية الى العظمة).
مضمون العادة الثامنة تدور حول (ابحث عن صوتك وألهم الآخرين كي يجدو أصواتهم، لأن الصوت هو الأهمية الشخصية الفريدة التى تبرز عندما نواجه أعظم التحديات فى حياتنا والتى تجعلنا أكثر كفاءة فى مواجهة هذه التحديات).والصوت هنا كناية عن (جوهر الكيان الانساني فهو نقطة التقاء المواهب والوعي والحاجة) وبهذه الطريقة ننتقل من الفاعلية الى العظمة.
يعتقد Covey أن العادات السبع لا تكفي في عصرنا الحالي (عصر العمل المعتمد على المعرفة) ويعترف بأننا في عصرنا الحالي نواجه مشكلات وتعقيدات تتفاوت في الحجم عما كان من قبل.
والعادة الثامنة هي (تحديد وإبراز قدراتك الخاصة ثم إلهام الأخرين لتحديد وإبراز قدراتهم الخاصة. وكانت هذه القاعدة من أهم القواعد التي تعمد إلى تطوير المنظمات والأفراد).
ان اروع ما عرضه Covey هي تلك الجدلية المتناقضة التي تعزز سلوك القائد وفعاليته الاداري مؤكدا:
ان(الناس في أمس الحاجة إلى المساعدة لكنهم قد يهاجمونك إذا ساعدتهم ،ساعدهم على أية حال.
 – إذا أعطيت العالم أفضل ما لديك سيرد عليك البعض بالإساءة ،أعط العالم أفضل ما لديك على أية حال.
–الخير الذي تفعله اليوم سوف ينسى غدا،افعل الخير على أية حال.
–الناس غير منطقيين ولا تهمهم إلا مصلحتهم، أحِبهم على أية حال.
–إذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين وأعداء حقيقين،انجح على أية حال.
–إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع أنانية خفية ،افعل الخير على أية حال.
–الناس يحبون المستضعفين لكنهم يتبعون المستكبرين،جاهد من أجل المستضعفين على أية حال.
–ما تنفق سنوات في بنائه قد ينهار بين عشية وضحاها،ابن على أية حال).
وما بين تاريخ اصدار (العادات السبع والعادة الثامنة) زمن تغيرالعالم فيه بشكل مذهل.حيث الدخول في عصر المعلوماتية والمعرفة الرقمية وولاجة واقع جديد.أن تكون (فعالا) وفق العادات السبع لم يعد خيار مرحلة بسبب ما احدثته المعرفة من تغيير ابداعي هائل مما يعني حاجتنا إلى متسع جديد فكانت العادة الثامنة،وهي الانتقال الى العظمة بعد الفعالية،وهو انتقال مبهر.
لقد استوعب القائد قيادة الذات من خلال:
 إدارة الذات + العمليات = فاعلية ذاتية.
ليندمج في قيادة العظمة:
إدارة الذات +العمليات + الناس + المنظمات = عظمة منظمية.
 فالفاعلية تخص الموظفين والمرؤوسين أما العظمة فتخص القادة. ويبدو لنا أن الإدارة في عصر المعلومات لا بد أن تنتقل من إدارة أيدي وأجسام الموظفين إلى إدارة عقولهم وقلوبهم.
وهنا فصلCovey أبعاد القيادة وحصرها في اربع أبعاد انسانية سواء لقيادة الذات(الفاعلية) أوقيادة الآخرين (العظمة) وهي:
البعد العقلي، البعد الجسدي، البعد العاطفي، البعد الروحي.
أن عصر المعرفة الرقمية يحتم علينا مخاطبة هذه الجوانب الأربعة في القيادة، خلافا للفترات السابقة، والتي كانت القيادة فيها تنظيم لأيدي وأجساد العاملين دون الاهتمام بالإنسان،كانسا
ولهذا جاءت القيادة الرباعية المتكاملة،بدمج كافة الأبعاد الإنسانية الأربع وكما يلي:
البعد العقلي: دافعه الاساسي هو(التعلم) واعلى مظاهره هو(الروية).
البعد الجسدي: دافعه الاساسي هو(الحياة) واعلى مظاهره هو(الالتزام).
البعد العاطفي: دافعه الاساسي هو(الحماس) واعلى مظاهره هو(القلب).
البعد الروحي: دافعه الاساسي هو(الضمير) واعلى مظاهره هو(التميز).
وفق هذه الابعاد فان القيادة تمد العون إلى المرؤوسين وتساعدهم على إعادة بناء ذواتهم على نحو يحقق لهم النجاح في حياتهم الشخصية والعملية).
يقول فكتور هيجو،ليس هناك ما هو (اقوى من فكرة “حان ادائها” فهي تصبح كالتنين الذي يبتلع كل ما يعترض طريقه) وهذا هو حال العادة الثامنة فقد حان وقتها بعد التحول الى عصر المعلوماتية والمعرفة الرقمية.
ترى كم من قادة منظمات الاعمال استوعب مضامين العادات السبع واستكملها بالعادة الثامنة لينتقل من الفاعلية الى العظمة؟