You are currently viewing القيادة الادارية التحويلية (2)

القيادة الادارية التحويلية (2)

القيادة الادارية التحويلية(2):
بقلم ا.د.حمزة محمود شمخي


في مقالنا(القيادة الادارية التحويلية-1) المنشور بتلريخ 1/28،استعراضنا نمط قيادي جديد يعد اهم الانماط القيادية في القرن الواحد والعشرين كما تشير لذلك الكثير من الدراسات.حيث ينظر الى القيادة التحويلية(كمدخل شمولي يمكن استخدامه لوصف مدى واسع من القيادة، من المحاولات الدقيقة للتأثير في المرؤوسين على المستوى الفردي إلى المحاولات الأكثر اتساعا للتأثير في المنظمات كلها والثقافات بأكملها)،ويحمل
هذه النوع من القيادة الاتساع في الرؤى حول التغيير والابداع والتحسن التنظيمي في منظمات الاعمال،ولربما يعتبر التغيير احد اهم متطلبات تلك المنظمات ضمن الظروف البيئية المعقدة،فالقيادة التحويلية والتغيير من(أعظم التحديات التي تواجة المنظمات في الوقت الحاضر).
وعلى وفق هذا الوصف المبدع للقيادة التحويلية والغرض من ممارستها،فأن القائد التحويلي يلعب دورا سلوكيا ومحوريا في(التعجيل في حدوث التغيير)من خلال ارتباط القائد والمرؤوسين داخل هرم المنظمة في العملية التحويلية،فالتغيير يحدث في كل مكان،(وأن سرعتة في ازدياد وتعقد)، وأن(مستقبل نجاح منظمات الاعمال يعتمد على قدرة القائد على قيادة التغيير).وقد أظهرت دراسة للجمعية الأمريكية للإدارة بأن القيادة التحويلية تمثل(المفتاح الأساسي لنجاح التغيير،ومن هنا أصبح موضوع،دور وأهمية قيادة التغيير محور اهتمام الباحثين طوال العقدين الماضيين).
ان التغيير وادارة التغيير موضوع اداري متسع المعنى ومختلف الانواع له ابعاده وآثاره في تطور المنظمات،واصبحت قيادته بنجاح من أهم المواضيع التي تشغل(عقلية القيادات الإدارية التحويلية من اجل تحقيق التجديد والحيوية وإظهار روح الانتعاش والتخلص من روح اللامبالاة وعدم الإيجابية والروتين الممل الذي يقتل روح الإبداع وتنمية القدرة على الابتكار واشباع الرغبة في التطوير والتلائم مع المتغيرات).ووفق جدلية المسعى هذه ،ينظر الى التغيير الاداري كنتيجة لممارسة القيادة التحويلية حيث يعرف التغيير كونه (عملية تستخدمها المنظمة لتصميم تنفيذ وتقييم المبادرات الملاءمة للتعامل مع المتطلبات التي تفرضها البيئة الخارجية) ذات التغير المتسارع.في حين تعرف ادارة التغييركونها العملية التي من(خلالها تتبنى قيادة المنظمة مجموعة معينة من القيم،والمعارف،والتقنيات، مقابل التخلي عن قيم،ومعارف وتقنيات أخرى).
ان التغيير وادارة التغيير في عالم منظمات الأعمال موضوع يتسم بالتحدي،يتطلب اشراك القائد والمرؤوسين لتحقيق (التحول أو التنقل أو التعديل على مستوى الأهداف،والهيكل التنظيمي والوظائف والعمليات،والإجراءات،والقواعد، للتفاعل مع البيئة)فهي عملية تتسم بالشمول من اجل ضمان  المنظمة وتطوير ادائها،وتنهض بهذه العملية المعقدة القيادة التحويلية وفق الأبعاد التي تمثل ركيزتها في التطبيق،حيث تعرض الدراسات وجود(اربع أبعاد لهذا النمط القيادي عند الممارسة هي:
1-الاستثارة الفكرية: وفيها يعمل القائد التحويلي على البحث عن الأفكار الجديدة وتشجيع حل المشاكل بطريقة إبداعية مع المرؤوسين.
2-التأثير المثالي: حيث يصف هذا البعد سلوك القائد الذي يحظى بإعجاب واحترام وتقدير مرؤوسيه.
3-الحفز الإلهامي: ويعتمد هذا البعد على تصرفات وسلوكيات القائد التي تثير في المرؤوسين حب التحدي.
4-الاعتبار الفردي: وتظهر هذه الصفة من خلال أسلوب القائد الذي يستمع بلطف، ويولي اهتماما خاصا لاحتياجات المرؤوسين وكذلك انجازاتهم).
ولضمان تحقيق ذلك على القائد التحويلي الذي يسعى الى التغيير ان يضمن رضا المرؤوسين ويشاركهم( التحويل)من خلال:
1.توضيح ووضع الرؤية التي تستهوي المرؤوسين.
2.صياغة الاستراتيجية التي تساعد على تحقيق هذه الرؤية.
3.أظهار الثقة والتفاؤل في إمكانية نجاح الرؤية.

4.أظاهر الثقة في مقدرة المرؤوسين على إتباع الاستراتيجية التي تساعد على تحقيق الرؤية.
ان قدرات القيادة التحويلية على إجراء التغيير وادارته تعد مهارة وملكة قيادية متميزة تضمن القدرة على التكيف الفعال مع المحيط الخارجي الدائم التغير.وهذه القدرات تتحقق من دمج إدارة التغيير في(أدوار المنظمة المختلفة وهياكلها وإجراءاتها ومشاريعها واهدافها).ويتم تطبيق إدارة التغيير على المبادرات بشكل ُمتسق وفعال،حيث يمتلك القادة (المهارات اللازمة لتوجيه فرق العمل خلال التغيير، وحيث يعرف المرؤوسين ما يمكن أن يطلبوه ليكونوا ناجحين).
على قائد التحويل ان يحافظ على النجاح وديمومته.
فقد قدم المؤرخ Robin Sharma جملة في غاية الاهمية والوصف حيث قال:
Nothing Fails Like Succiss)
لاشيء يفشل مثل النجاح).
فالقائد والمنظمة تصبح أكثر عرضة للفشل في أكثر أوقات النجاح(حيث ان النجاح يشعر صاحبه بالرضا، مما يؤدي إلى عدم الاستمرار في العمل،والأسوأ أن يولد الغرور،فيتوقفون عن الابتكار ويبدؤون في الاسترخاء لذلك كلما بلغت نجاحا خف على نفسك من الكسل واعمل بقوة أكبر كي(لا تقع بالفشل، الأكبر فشل النجاح).