امتلاك المهارات السياسية لتحقيق استراتيجية الاستدامة الاستباقية من خلال بناء قدرات التجديد التنظيمي
دراسة تحليلية لآراء عينة من المديرين في شركتي (زين العراق– آسياسيل ) للاتصالات المتنقلة
اطروحة مقدمة
إلى مجلس كلية الإدارة والاقتصاد/ جامعة كربلاء كجزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في  إدارة الأعمال
تقدم بها
محمد جبار هادي يوسف  الظالمي
أشراف
أ. د علاء فرحان  طالب

المستخلص:
  هدفت الدراسة الى التعرف على الدور التي تلعبه المهارات السياسية في تحقيق استراتيجية الاستدامة الاستباقية من خلال بناء قدرات التجديد التنظيمي في شركتي (زين العراق وآسياسيل) للاتصالات المتنقلة.

 والواقع ان سعي شركتي (زين العراق وآسيا سيل) للاتصالات المتنقلة لامتلاك المهارات السياسية وقدرات التجديد التنظيمي والتعامل معها على انها ثروة ورصيد يوجد ضمن اكثر من مستوى تنظيمي واحد لم يعد اختياراَ امام الشركتين بل اصبح ضرورة حتمية فرضتها ظروف السوق شديدة التعقيد والمنافسة العالمية والتطورات البيئية المتسارعة ، وما يسفر عن ذلك من تحديات يمكن ان تطيح بشركتي الاتصالات وتقضي عليها في المستقبل القريب  ان لم  تعمل على استشراف ذلك في المستقبل ورسم الصورة الشمولية له والتنبؤ بما سيحصل من ظروف وما هو تأثيرها  على شركتي الاتصالات سواء على الصعيد الايجابي او السلبي ، ومن ثم الاستحواذ على الفرص غير المدركة من قبل المنافسين ، او على الاقل اغتنام الفرص قبلهم وتحقيق استراتيجية الاستدامة الاستباقية ،إذ تم التعبير عن إبعاد المهارات السياسية  بـ(الفطنة الاجتماعية، التأثير العلاقاتي، العلاقات الشبكية، الاخلاص الواضح) استناداً إلى (Ferris ,et al ,2005:5)، بينما تم التعبير عن بناء قدرات التجديد التنظيمي بإبعادها (المقدرة الاستراتيجية، التواصل، استثمار الوقت، التوجه نحو التعلم ، الممارسات القيادية ، ادارة المعرفة) استناداً إلى (Poyhonen,2005) وأخيراً تم التعبير عن إبعاد استراتيجية الاستدامة الاستباقية بـ(الاستدامة البيئية الاستباقية، الاستدامة الاقتصادية الاستباقية ، الاستدامة الاجتماعية الاستباقية ) استناداً إلىWijethilake,2017)  )).

   لذلك انطلقت هذه الدراسة من مشكلة تم التعبير عنها  بعددٍ من التساؤلات الفكرية والتطبيقية تهدف الإجابة عنها باستجلاء الفلسفة النظرية والدلالات الفكرية للمتغيرات الثلاثة التي تناولتها الدراسة وهي ( المهارات السياسية ، قدرات التجديد التنظيمي ،استراتيجية الاستدامة الاستباقية)، كونها تعُد من الموضوعات الحديثة على البيئة العراقية، ومن ثم تشخيص مستوى أهميتها
واثرها وإمكانية تطبیقھا في شركتي  الاتصالات المتنقلة (زين العراق، أسياسيل)، و قد تم تطبيق هذه الدراسة في شركتي ( زين العراق، أسياسيل)  للاتصالات المتنقلة العاملة في العراق وتم استعمال اسلوب المسح التحليلي باستهداف عینة من المديرين في  شركتي الاتصالات المتنقلة بلغت (130) مستجيباَ، واعتمدت الدراسة مجموعة من وسائل الاحصاء الوصفي ( التكرارات , النسب المئوية , الوسط الحسابي الموزون , الانحراف المعياري , الاهمية النسبية ) وكذلك الاحصاء الاستدلالي ( معامل الارتباط بيرسون , معامل التفسير ) ، واستخدام مجموعة من الاختبارات ( اختبارات T , , Fالتحليل العاملي الاستكشافي ) وكذلك استعمال البرنامج SPSS)) لاستخراج المؤشرات المالية ، وتم تصميم استبانة الدراسة لجمع البيانات اللازمة، وقد برزت أهمية هذه الدراسة من حداثة المتغيرات التي تناولتها ، والتي لم تحظى بالاهتمام الكافي لدى الكتاب والباحثين على المستوى العربي والمحلي.

   وخرجت الدراسة بمجموعة من الاستنتاجات اهمها وجود علاقة ارتباط طردية ذات دلالة معنوية بين أبعاد متغيرات الدراسة (أبعاد المهارات السياسية , أبعاد قدرات التجديد التنظيمي , أبعاد استراتيجية الاستدامة الاستباقية ) وتوصلت الدراسة ايضاً الى وجود تأثير معنوي للمهارات السياسية بأبعادها على استراتيجية الاستدامة الاستباقية  بشكل مباشر واثر غير مباشر عن طريق قدرات التجديد التنظيمي،و اختتمت الدراسة بمجموعة من التوصيات اهمها ضرورة الاهتمام بالمهارات السياسية لدى شركات الاتصالات والعمل على تطويرها بشكل مستمر في جميع المستويات التنظيمية دون استثناء لتحقيق استراتيجية الاستدامة الاستباقية عن طريق تجديد وتحديث وتطوير قدراتها التنظيمية لتواكب التقدم العلمي والتكنلوجي واعتماد افضل التقنيات العالمية للارتقاء بواقع التجديد التنظيمي في المجالات كافة .