You are currently viewing القيادة الادارية التحويلية .. ا.د.حمزة محمود شمخي

القيادة الادارية التحويلية .. ا.د.حمزة محمود شمخي

القيادة الادارية التحويلية (1)
ا.د.حمزة محمود شمخي


من الانماط القيادية المبدعة التي إهتم بها الفكر الاداري المعاصر واعطاها حيزا في ضمان نجاح منظمات الاعمال،هي القيادة التحويلية Transactional leadership او الادارة التحويلية Transactional management التي تحدد شكل العلاقة بين القائد الاداري والمرؤوسين في المنظمة،من خلال التزام(القائد بواجباته ومسؤولياته العملية والمهنية والأخلاقية التزاما كاملا وكذلك التزامه أن يكون هو والعاملون معه في المستقبل أفضل مما هم عليه اﻵن).وهذا النوع من القيادة يعزز روح الفريق الواحد.
والنمط القيادي هذا أبدعه عالم الاجتماع (James V. Downton )في كتابه المميز القيادة المتمردة Rebel leadership )عام 1973،وبعد نشره توالت إبداعات مهمه كان الجزء الاكبر منها بفضل عالم الاجتماع السياسي (J.M.Burns)في كتابه عام 1978
(The Leadership)
وفيه إستعرض رؤاه للتمييز بين أولئك(القادة الذين يبنون علاقة ذات هدف وتحفيز مع مرؤوسيهم من أولئك القادة الذين يعتمدون بشكل أوسع على عملية تبادل المنفعة للحصول على النتائج). ولاهميتها في منظمات الاعمال توالت بعد ذلك عملية استكمال الاطر العلمية لهذا النمط القيادي وجدواه في الممارسة من قبل القادة الاداريين.
تعرف القيادة التحويليةبانها(القيادة التي تعمل على توسيع اهتمامات المرؤوسين وتحفيزها وتعميق إدراكهم واقتناعهم برؤية المنظمة وأهدافها،مع توسيع مداركهم للنظر إلى ما هو أبعد من اهتماماتهم الشخصية)من أجل المنظمة.
وينظر اليها ايضا بانها(اسلوب قيادي قائم على خلق الابتكار وتنميته لدى المرؤوسين،ولذلك فالقائد بحاجة الى فهم حاجات المرؤوسين ودوافعهم والتكيف معها).
ان القيادة التحويلية هي(استخدام الثقافة التي تسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة وموحدة،التي يمكن تحقيقها عن طريق بذل جهود مشتركة من جميع الأفراد التي تعنى بتحقيق هذه الأهداف).
ويتحقق ذلك كله من خلال أكثر من أسلوب يجب ان يتمتع به القائد الاداري(كالنظرة الكاريزمية للقائد،وإشباع الحاجات العاطفية لكل مرؤوس،وتحفيز وتشجيع الأبداع).
ان هذا النمط المبدع لممارسات القائد الاداري منهجيته الاساسية التفريق بين( القيادة من اجل التغيير والقيادة من اجل تحقيق الاستقرار،اذ ان القائد الناجح هو الذي يستطيع اعادة بعث الحياة في المنظمة من خلال محاولته المتواصلة للتجديد لجعلها تتكيف مع مستجدات البيئة سريعة التغير).
ولهذا اخذ ينظر للقادة التحويليون من خلال الدور الذي يؤدونه(باعتبارهم دعاة للتغيير)في منظمات الاعمال.فالقائد التحويلي(يوصف بأنه قائد قدوة ثابت بإرادة حازمة،وذو رؤية ،متفائل يذكر العاملين بالقيم)،وهي جدلية الابداع لكل من يتحمل بضمير المسؤولية القيادية في منظمات الاعمال.
ولضمان تحقيق كل هذا على(قائد التحول)ان يمتلك (القدرة على تعزيز وبناء رؤية مشتركة ويلهم المرؤوسين لتطوير أساليب جديدة لحل المشكلات ويسعى باستمرار لتطوير مهاراتهم).ويعتمد القائد على مهاراته في(جعل المرؤوسين يهتمون بالمنظمة بدافع ذاتي.ويملك مهارة تحديد نقاط قوة وضعف مرؤوسيه وبالتالي يعين المهام للشخص المناسب بحسب قدراته لزيادة نجاحه في عمله).
ومثل هذا المسعى الانساني لا يتحقق الا بالنهوض بشعور المرؤوسين من خلال(الاحتكام إلى أفكار وقيم أخلاقية مثل الحرية والعدالة والمساواة والسلام والإنسانية،فسلوك القيادة التحويلية يبدأ من القيم والمعتقدات الشخصية للقائد وليس على تبادل مصالح مع المرؤوسين،فالقائد التحويلي يتحرك في عمله من خلال نظم قيمية راسخة كالعدالة والاستقامة،وتسمى بالقيم الداخلية،والقيم الداخلية قيم لا يمكن التفاوض حولها).
تهتم القيادة التحويلية بأداء المرؤوسين،وبتطوير قدراتهم إلى الحد الأقصى.والقادة الذين يمارسون القيادة التحويلية غالبا ما يكون لديهم(مجموعة قوية من القيم والمثل الداخلية،وفاعلية في تحفيز المرؤوسين للدفاع عن المصالح العامة الخيرة وليس مصالحهم الذاتية).
ان فاعلية القيادة التحويلية تتحقق من خلال عاملين: الاول:(الكاريزما أو التأثير المثالي)وهو وصف (للقادة الذين تمثل تصرفاتهم أدوارا نموذجية لأتباعهم،ويمتثل المرؤوسين لهؤلاء القادة، ويرغبون في محاكاتهم.وعادة ما يكون لدى هؤلاء القادة معايير عالية جدا للسلوك الأخلاقي،ويكن لهم المرؤوسين احتراما عظيما،ويزود هؤلاء القادة الأتباع برؤية وشعور بالرسالة).
العامل الثاني:(الدافعية الإلهامية)،وهي قدرة (القائد في توحيد المرؤوسين والهامهم من خلال تحفيزهم لكي يلتزموا بالرؤية المشتركة في المنظمة، وهنا يستخدم القادة التودد العاطفي لتركيز جهود الجميع من أجل تحقيق أكثر مما يحققون من خلال اهتمامهم الذاتي).
الادارة عصب الاقتصاد وضعف قيادة منظماته تضعف الاقتصاد الجزئي،ولانهم ليسو قياديين بقدر ما مكنتهم الظروف والنفاق والتملق في ان يحتلو المراكز المتقدمة في صنع القرار في منظمات الاقتصاد الجزئي لذلك ستكون سبب رئيسي في تدهور الاقتصاد الكلي.