You are currently viewing الكارما، قانون إلاهي لردع الظالم

الكارما، قانون إلاهي لردع الظالم

الكارما، قانون إلاهي لردع الظالم:
ا.د.حمزة محمود شمخي


قد يتجاهل البعض منا بعلم او بدون علم او بسبب تأثير سلوكي مركب(قانون الكارما)الذي نعيش في فعالياته وتأثيراته يوميا. وهذا القانون مفهوم أخلاقي في المعتقدات الإنسانية المتعددة(أساسه مبدأ السببية حيث التصرفات والأفعال الفردية تؤثر على مستقبل الفرد).
وينظر الى الكارما Karma من انه ليس قانون وضعي انما هو قانون للعدل اللهي أساسه(الفعل ورد الفعل) ومختصره(كما تدين تدان).
وفلسفة ذلك الاعتقاد لدينا ان الله عز وجل لم يترك أي شيء في تنظيم حياة الناس وجعلها في اقدس تنظيم انساني واجتماعي وسلوكي، ولكن بعض الناس لا يدركون مضامين ما ورد في كلام الله المحكم في القران الكريم الذي تناولت بعض آياته بشكل وافي ذلك القانون منها سورة ال عمران (145)
(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُۥ ۚوَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ)
وسورة الزلزلة(8،7)(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
وسورة مريم(64)﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾
ومضمون هذه الآيات الكريمات ان الله بحكمه العادل سينزل عقابه لمن ظلم الناس وقطع ارزاقهم دون ان ينساه وهذا توجيه عدلي إلاهي للإنسان في تجنب الظلم والقسوة والسلوك السلبي الذي يعتاش عليه البعض نتيجة مركب نقص في شخصيتهم وسلوكهم او لدوافع الانتقام، لان نتائجه ستعود عليهم بنتائج شديدة القسوة بإرادة الله وفق محكمة العدل الإلهي التي ينظمها ان عاجلا ام آجلا، والعكس ان يسخر الانسان حياته للخير والمحبة والرحمة.
ولتوضيح منهج الكارما يمكن القول ان الكون مبني(على نظام دقيق وعادل، ولا يترك مجالا للصدفة أو العشوائية)وإن أي شيء يحصل للإنسان ما هو الا حدث مسبب ،ومن مكنته سلطته في ظلم الاخرين بدون حق او سبب واذا ما استعان بالتزوير والتحايل لتبرير ظلمه، سوف يدور ويدور في الكون ويعود عليه بأشد مما عمل وهي(كارما)سلبية ظالمة لصاحبها اضعاف ما ارتكبه من اذى. ولهذا يتطلب من الانسان ان يراقب أفعاله وتصرفاته وسلوكه بشكل يومي حيث ان قانون الكارما الإلهي يؤكد على أن(كل أمر إيجابي تقدمه يعود عليك، والعكس صحيح).وهذا التأكيد يحميك من الكارما السلبية ونتائجها(وأن يشعل قلبك بالمحبة والرضا والإيجابية).وعلى وفق هذا التصور فان الكارما هو القانون(الذي يسهم في تخفيف الضيق والارتباك الحاصل في حياة الإنسان) فهو تصور متكامل للطاقة التي تنبع من الانسان سواء كانت طاقة إيجابية ام سلبية وهذا يعني ان الكارما هو(فتح الشخص لبوابة طاقته، وحصوله على نتائج تلك البوابة)بمعنى آخر هو حصاد لسلوك الانسان وتعمده لتصرف ما بوعي أو دون وعي.
وفي بعض المدارس الفلسفية فان الكارما(ترتبط أيضا بمفهوم التناسخ حيث يعتقد أن الكارما تنتقل مع الروح من حياة لأخرى وبذلك تكون شخصية الفرد مرتبطة بالكارما الخاصة منه من أفعال قام بها في حياة مضت).
ان حسن النية والعمل الخير يسهم في إيجاد الكارما الجيدة والسعادة في المستقبل حيث ترتبط الكارما الجيدة(بالأفكار والإجراءات الإيجابية التي توجه الانسان نحو تحقيق الذات روحيا)،اما النية السيئة والفعل السيئ يسهم في إيجاد الكارما السيئة والمعاناة في المستقبل. فالكارما هي(قانون الثواب والعقاب المزروع في باطن الإنسان).
ان قانون العقاب والثواب يعتمد على التصرفات والنيات حيث(أن كل ما سيحدث في مستقبل الشخص، هو نتيجة لأفعاله وتصرفاته في الوقت الحاضر، لذا فإن قانون الكارما هو قانون أخلاقي يهدف إلى تجنب الشر والعدوانية خوفا من أن يعود هذا الشر عليهم تبعا لقانون الكارما).
وهذا يعني ان الكارما تطلق على الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها. إن أي عمل(خيرا كان أو شرا، وأي كان مصدره، لا بد أن تترتب عنه عواقب، ما دام قد نتج عن وعي وإدراك مسبوق. وتأخذ هذه العواقب شكل ثمار تنمو، وبمجرد أن تنضج تسقط على صاحبها، فيكون جزاءه إما الثواب أو العقاب. وقد تطول أو تقصر المدة التي تتطلبها عملية نضوج الثمار)التي هي نتائج عواقب الأعمال.
للكارما أنواع اما تكون:
كارما الفرد، وهو الجزاء الذي يصيب الفرد نفسه بسبب(سوء فعل وقول فيقع بشر أعماله أو يناله خير مقابل إحسان قدمه) وكارما الأسرة، واساسها (كثرة الغيبة والنميمة)وكارما المجتمع.
إزالة الكارما السلبية تتطلب(تنقية الفكر والندم من آثار الماضي والتوبة).
ان قانون الكارما او قانون العدل الإلهي يؤكد ان كل ظلم يصدر من اي انسان او شر سببه لاحد او قولا خدش فيه كرامة شخص او تزوير او تحايل جعل من ظلمه حالة، لابد وان يعود عليه بطاقة عقاب اكثر ثقلا منها ان عاجلا او آجلا فهي طاقة العقاب الكوني وفق محكمة العدل الإلهي،(وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
#وبشر_الظالمين