You are currently viewing مؤشر الاجهاد المائي وموقع العراق منه:

مؤشر الاجهاد المائي وموقع العراق منه:

مؤشر الاجهاد المائي وموقع العراق منه:
ا.د.حمزة محمود شمخي


في مقالنا(مؤشر خط الفقر المائي العالمي وموقع العراق فيه،المنشور في5/21)توقعنا أزمة مائية قد يتعرض لها العراق خلال السنوات القادمة،وقد ترتقي هذه الازمة إلى مستوى تهديد الأمن المائي لبلاد دجلة والفرات.
ومرجع تلك الازمة هو درجة الإجهاد المائي في العراق (حيث بلغت3.7 من 5 وفق مؤشر الإجهاد المائي العالمي،وبسبب ذلك ادرج العراق ضمن قائمة الدول التي لديها”خطورة عالية”فيما يتعلق بالشح المائي حيث يتوقع المؤشر العالمي أنه بحلول عام 2040 ستصبح بلاد الرافدين أرض بلا أنهار بعد أن يجف نهرا دجلة والفرات)،مستبعدين ما يتوفر من المياه الجوفية التي يقدرها بعض المختصين بانها ستحمي العراق من العوز المائي،ولكن استثمارها يحتاج الى دراسات واموال طائلة.
ومؤشرالاجهاد المائي Water Stress Index هو مقياس لتحديد ندرة المياه العذبة وقدرتها في تلبية حاجات السكان. وتشير الكثير من الدراسات ان هذه الندرة هي الحالة التي انعكست واثرت(على قارات العالم كافة،ولذلك أدرج المنتدى الاقتصادي العالمي ملف المياه العذبة في عام 2015 باعتباره أكبر خطر عالمي من حيث تأثيره المحتمل)خلال السنوات القادمة. ومثل هذا الخطر يعد احد المسببات التي اعترضت قدرات الدول في آمال التنمية المستدامة التي تاملت بتحقيقها حتى عام 2030،كما تعد أكبر المخاطر التي قد تصيب المجتمعات البشرية وتزيد بعضها جوعا وفقرا وقد تؤدي الى نزاعات او حروب اقليمية.
وتعرض الدراسات المتخصصة ان العديد من الدول معرضة لخطر نفاد المياه العذبة(خصوصا دول مناطق خط الاستواء والتي طبيعتها الجغرافية تشير أن الزراعة تحتاج لنحو سبعين في المائة من المياه العذبة سنويا بالإضافة إلى زيادة عدد السكان).وبالمنظور الاقتصادي والاجتماعي، فإن الدول (الفقيرة هي الأكثر عرضة للخطر بالفعل في هذه القائمة لمواجهة أزمة المياه).
ومؤشر الإجهاد المائيWater Stress Indexهو مقياس لندرة كمية المياه العذبة المتجددة المتوفرة لكل شخص في كل عام من إجمالي الموارد المائية المتاحة لسكان المنطقة.
ويعرف المؤشرأيضًا(بكثافة سحب المياه ويقيس التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة)
وينسب هذا المؤشر الى عالمة هيدرولوجيا سويدية هي Malin Falkenmark في عام 1989وقد اشتهرت بعملها الطويل وخبرتها في(الاستخدام المستدام لموارد المياه لتلبية احتياجات الإنسان والنظام البيئي،كما وتميز عملها بتكامل نهج العلوم الطبيعية والاجتماعية.وهو ليس فقط من أوائل المؤشرات،ولكنه أيضًا أحد المؤشرات الأكثر استخدامًا لقياس وتوافر المياه للاستخدام البشري).
ووفق المؤشر إذا كانت كمية المياه المتجددة في دولة ما أقل من 1700م3 للشخص الواحد في السنة،يقال إن هذه الدولة تعاني من الإجهاد المائي Water Stress.اما اذا قلت عن 1000م3يقال إنها تعاني من ندرة المياه Water Scarcity،واذا قلت عن 500 متر مكعب، تكون الدولة في ندرة المياه المطلقة  Absolut Water Scarcityوهي الاخطر على الدولة.
ويقصد بسحب المياه العذبة كنسبة من موارد المياه العذبة المتاحة هو النسبة بين إجمالي المياه العذبة المسحوبة حسب القطاعات الاقتصادية الرئيسية ومجموع موارد المياه العذبة المتجددة، بعد مراعاة متطلبات المياه البيئية. ويمكن أن يؤدي مستوى الإجهاد المائي المرتفع أي(سحب كميات كبيرة من المياه العذبة من المصادر الطبيعية بالمقارنة مع المياه العذبة المتاحة إلى عواقب مدمّرة على البيئة، ويمكن أن يعيق أو يربك مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اي دولة.ويمكن أن تؤدي ندرة المياه الناجمة عن ذلك، والتي تميل إلى التأثير بشكل غير متناسب على أشد الأشخاص ضعفا إلى تشريد ما يقدر بنحو 700 مليون شخص بحلول عام 2030).
وفي العراق يبلغ متوسط نصيب الفرد من المياه الصالحة(للشرب فقط) 144.9م3 سنويا، بينما المطلوب (164.3م3 ) لتكون الفجوة (19.3م3) سنويا ،وفق تقرير خطة التنمية الوطنية العراقية 2018-2022 المعد من وزارة التخطيط.
وتشير الدراسات ان إجمالي معدل الاستهلاك لكافة الاحتياجات بنحو 53 مليارم3 سنويا، بينما تقدر كمية مياه الأنهار في المواسم الجيدة بنحو 77 مليار م3، وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار م3، وإن نقص واحد مليار متر مكعب من حصة العراق المائية يعني خروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية من حيز الإنتاج). اذا هذا الاجهاد المائي وهذا التدني في حصة العراق ونصيب الفرد من المياه والمستقبل المجهول هو بسبب (نقطة الضعف المتمثلة بالافتقار إلى وجود اتفاقيات دولية بين دول المنبع والمصب لتقسيم حصص المياه للأنهار أو نوعية المياه التي تصل الحدود العراقية).
تتحمل الحكومة ضمن مسؤوليتها الاجتماعية والاقتصادية هذه المشكلة وان تهتم بضمان عدم انزلاق العراق ووصول الجفاف الى نهري دجلة والفرات،وايضا وضع استراتيجيات لمنع العوزالمائي واستغلال المياه الجوفية واعتماد الطرق الاروائية والري الحديثة في الزراعة.
الماء حياة.