الاحصاء دلالات أرقام …….. مصدر طاقة التطور البشري
بقلم : د. هناء الليث
يوافق يوم العشرون من أكتوبر ، اليوم العالمي للإحصاء ، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافا بأهمية الإحصاء في تشكيل مجتمعاتنا” ؛ الذي سيعزز الوعي العام بأهمية العمل الذي يقوم به الإحصائيون كل يوم. فمن خلال جمع البيانات الدقيقة والموضوعية والقابلة للمقارنة ، فإنهم يقدمون الدعم لمجموعة واسعة من النشاطات الوطنية والدولية ، بما في ذلك جهود التنمية التي تهدف إلى تحسين حياة الفقراء والضعفاء.
واعترافاً بأهمية الأرقام في تشكيل حياتنا ، يتم يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للإحصاء في جميع أنحاء العالم. وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الاحتفاء بدور الإحصاءات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية – وذلك للفت الانتباه إلى الدور الأساسي الذي تلعبه البيانات والإحصاءات في تطوير سياسات وبرامج فعالة للمساعدة على تحسين حياة الإنسان في العالم ، وإلى تقديم الشكر والعرفان للإحصائيين في العالم بأسره، والذين قد تمر مساهماتهم أحياناً دون الاعتراف بها. ويعتبر هذا اليوم فرصة عظيمة لتسليط الضوء على العمل المنجز لسنوات عديدة في مجال الرصد والإحصاءات”.
ويضيف كي مون : “لا يعلم الكثير من الناس أن كثيراً من البيانات الموجودة في المنشورات الرئيسية لدينا، مثل تقارير ‘وضع الأطفال في العالم ‘و’التقدم من أجل الأطفال’ – وسلسلة التقارير المتخصصة – تأتي إما من البيانات التي نجمعها بأنفسنا أو من خلال الدراسات الاستقصائية “.
وتعتبر الدراسات الاستقصائية العنقودية المتعددة المؤشرات من أهم الأدوات الإحصائية التي تستخدمها اليونيسف وغيرها من الوكالات لتحديد المشكلات وتقييم البرامج ورصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية.
ومع ذلك ، فإن جمع البيانات هو مجرد بداية للعملية. حيث يتم تحليل البيانات الأولية بعد ذلك، ويتم وضع التقديرات ومراجعتها لمعرفة ما إذا كانت تكشف عن قضايا في التنمية البشرية. ثم يتم إبلاغ هذه النتائج إلى المتخصصين في مجالات المساعدات الإنسانية والتنمية – وإلى الحكومات – لتساعدها على اتخاذ قرارات صائبة في مجال تصميم البرامج وتنفيذها.
وعلى مدى 15 سنة الماضية، تم إجراء حوالي 200 دراسة استقصائية عنقودية متعددة المؤشرات في أكثر من 100 دولة، مما ساهم في توفير بيانات هامة حول التعليم والتغذية والمياه والصرف الصحي وحماية الطفل والعنف الأسري والجنسي والوقاية من الأمراض والعلاج وغيرها.
وقال كريس أوزوالت، المدير التنفيذي لمجموعة دعم نظام معلومات التنمية، التي تعمل على تحديث نظام قواعد البيانات الذي أقرته الأمم المتحدة: “لقد وجدنا أن هناك الكثير من البيانات الاقتصادية المتاحة الآن، ولكن هذا هو يوم للتركيز على بيانات التنمية البشرية”. وأضاف السيد أوزوالت “إن المضي قدما في إيجاد أفضل السبل لجمع هذا النوع من البيانات ونشرها يمثل تحدياً. وإن اليونيسف هي المنظمة الرائدة في هذا المجال، وقد تمكنت من المساعدة في إثراء البيانات المتاحة بأنواع جديدة. وقد ساعدتنا المنظمة على فهم أن التنمية ليست مجرد تحسين الناتج المحلي الإجمالي، بل إنها تحسين القطاع الاجتماعي كذلك”.
إن اليونيسف وغيرها من وكالات الأمم المتحدة تدعم تطوير برامج نظام معلومات التنمية، ويتم حالياً استخدامها بأشكال معدلة في أكثر من 130 بلداً لرصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية. وتحتفظ اليونيسف أيضا بقواعد بيانات منفصلة ويتم تحديثها سنوياً لرصد وضع الأطفال والنساء. وتستخدم قواعد البيانات هذه على نطاق واسع من جانب الحكومات وشركاء اليونيسف في التنمية، كما أن هذه البيانات تستخدم أيضاً كأساس للتقارير رفيعة المستوى مثل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول ‘التقدم المحرز باتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.’
وتتاح أحدث البيانات التي جمعتها اليونيسف بالكامل للجمهور عبر الموقع الإلكتروني www.childinfo.org، ويضم هذا المرجع الواحد معلومات إحصائية حديثة وموثوق بها حول النساء والأطفال.
واحتفالاً باليوم العالمي للإحصاء ، تقوم الدول بتنفيذ أنشطة وفعاليات تسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الإحصاءات الرسمية والإنجازات التي حققتها نظمها الإحصائية الوطنية. وتعقد كذلك نشاطات وفعاليات ترويجية لليوم على المستويين الإقليمي والدولي للتعريف باليوم العالمي للإحصاء.