ناقشت دراسة في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء “اختبار كفاءة اسواق النفوط الخام العالمية وبيان امكانية بناء محفظة مثلى منها على وفق المدخلين الساذج والحديث
دراسة تجريبية على عينة من النفوط الخام العراقية والدولية” للطالب « حيدر ناصر حسين سلمان الميالي»
ركزت هذه الدراسة على احد اكثر المواضيع اهمية في الدراسات الاقتصادية والمالية وهو صناعة النفط الخام، والتي تعّد هدفأً نشطاً للباحثين في الاونة الاخيرة بسبب حجم التعقيد المرافق لصناعة واسواق النفوط الخام واسعاره التي تتباين بشكل غير مفهوم من وقت لاخر. اذ توصف اسواق النفوط الخام على انها اسواق شديدة التعقيد، ويعّد النفط الخام احد اكثر السلع تقلباً، فقد أظهرت أسعار النفط الخام مثلها مثل أي سلعة أخرى تباينات (تقلبات) شديدة في أوقات كثيرة خاصة وإنّ أسعار النفط الخام تتأثر بشدة بعوامل عديدة ومتعددة المناشئ وخصوصاً الاقتصادية والجيوسياسية والبيئية. ومن المؤكد ان هذه التقلبات تفضي الى حالة من الاضطراب واللاتأكد من مستقبل العرض والطلب ما يشجع على تزايد الرغبة بالمضاربات مصحوبة في بعض الاحيان بنوبات من الذعر التي لها اثار شديدة ومدمرة على كافة الاقتصادات سواء اكانت مستوردة او مصدرة. وقد ركزت الأبحاث والادبيات السابقة على دينامييات أسعار النفط الخام، مع اهتمام خاص بمسألة ما إذا كانت السلسلة الزمنية لعوائد أسعاره هي عشوائية التغير ام ان هناك من يتحكم فيها. ومن أكثر المواضيع التي تم بحثها هي كفاءة المعلومات بسبب تقلبات أسعار النفط التي تؤثر بشكل كبير على عمل معظم القطاعات الاقتصادية وعلى مختلف المستويات وعبر قنوات مختلفة، فضلاً عن إن اختبار كفاءة السوق له آثار كبيرة على أسواق النفط الخام، اذ إنّ مستوى كفاءة السوق يحدد مداخل التحليل واستراتيجيات التداول التي ينبغي اعتمادها وهذا يحدد بدوره مسار السياسات الاقتصادية والمالية والخطط المختلفة الاخرى للحكومات وصانعي السياسات في السوق للبلدان المصدرة والمستوردة للنفوط الخام. والاهم انه يحدد مسار المستثمرين في بناء محافظهم المثلى. ومن هنا برزت اهمية الدراسة الحالية المتمثلة بمحاولة اختبار كفاءة سوق النفوط الخام ومعرفة ما اذا كانت عوائدها تتبع السير العشوائي وبأطار النماذج الخطية واللاخطية، وبيان امكانية بناء محفظة النفوط الخام الدولية المثلى بظل المدخلين الساذج والحديث، فضلاً عن ذلك معرفة ما اذا كانت أن المحفظة المثلى عبر الأسواق يمكن أن تستخدم في التحوط من خطر التقلبات او امكانية التخفيف منها او تقليلها وتقديم عوائد مستقرة للمشاركين في السوق. وقد استلزم ذلك اجراء تحليل مفصل لطبيعة عمل اسواق النفوط الخام وبيان كيفية تطبيق نظرية المحفظة الاستثمارية بداية من المدخل الساذج القائم على العدد والاختيار العشوائي وانتهاءاً بالمدخل الحديث بشقيه، الاصيل المتمثل بمدخل ماركويتز والتبسيطي باسلوب التدريج البسيط والغاية من وراء ذلك هي بيان امكانية بناء محفظة الخامات النفطية الدولية المثلى عبر الاسواق المختلفة. وقد تكونت عينة الدراسة من (53) خام مختلف من الخامات النفطية العالمية موزعة على (12) بلد فضلاً عن مؤشر سوق النفوط الخام العالمي، فيما امتدت مدة الدراسة من (يناير 2004 – فبراير 2024).
توصلت الدراسة إلى عدم كفاءة اسواق النفوط الخام العالمية بالشكل الضعيف بمقتضى الاختبارات الخطية واللاخطية، وان هناك امكانية لبناء محفظة الخامات النفطية الدولية المثلى من خلال الاستعانة بالمدخل الحديث وخصوصاً ماركويتز.
واستناداً الى ذلك اوصت الدراسة المستثمرين وصانعي السياسات الراغبين في التحوط من مخاطر التقلبات في اسواق النفوط الخام استخدام نظرية المحفظة الحديثة باطار نموذج ماركويتز وبمقتضى خوارزمية (GRG) واسلوب التدريج البسيط، اذ اظهر النموذجان كلاهما كفاءة كبيرة في تخفيض حجم المخاطرة مع تفوق نموذج ماركويتز بمقتضى خوارزمية (GRG) عبر اسواق النفوط الخام الدولية المختلفة.
تألفت اللجنة من
أ.د نغم حسين نعمة رئيساً
أ.د علي احمد فارس عضواً
أ.د سعد مجيد عبد علي عضواً
أ.م.د نور صباح حميد عضواً
أ.م.د محمد فائز حسن عضواً
أ.د ميثم ربيع هادي عضواً ومشرفآ










