المنظور النفسي للهضبة الوظيفية وانعكاساتها على المرتكزات الفلسفية لاستراتيجيات الموارد البشرية
دراسة استطلاعية تحليلية في عينة من المنظمات العراقية
اطروحة تقدمت بها
سعدية حايف كاظم السلطاني
إلى مجلس كلية الادارة والاقتصاد/ جامعة كربلاء
وهي جزء من متطلبات نيل درجة الدكتوراه فلسفة في إدارة الأعمال
إشراف الأستاذ الدكتور
أكرم محسن الياسري
تجاذبت الدراسة ثلاثة متغيرات هي (الهضبة الوظيفية، الانعكاسات النفسية للهضبة الوظيفية، واستراتيجيات الموارد البشرية)، وجرى عدها ثلاثة متغيرات لأغراض البحث الاكاديمي والتفرد بقياس المتغيرات كل على حدة لبيان انعكاساته على الآخر إلا ان الواقع العملي يشير الى ان الانعكاسات النفسية للهضبة الوظيفية هي عبارة عن تأثير الهضبة أو انعكاس الهضبة على استراتيجيات الموارد البشرية، ومن ثمَ لايمكن الفرز بين الانعكاس النفسي للهضبة والهضبة الوظيفية وعدهما متغيرين مستقلين، ولتشكل هذه المتغيرات توليفة فكرية تفحص تداخلات هذه المتغيرات من خلال محاولة الوصول الى انعكاسات المتغير التفسيري (الهضبة الوظيفية) على متغير الدراسة المستجيب (استراتيجيات الموارد البشرية) وقد جاءت هذه التداخلات بصيغة انعكاسات نفسية ينتقل عبرها احساس العاملين بانعكاسات الهضبة الوظيفية وما يستوجبه الجهد من ان تطال امتدادات استراتيجيات الموارد البشرية للأخذ بالعد معرفة واقع محفظة المورد البشري في المنظمات المعنية ومن ثم رسم استراتيجيات ملائمة لتقليص تعرض العاملين لمخاطر الهضبة الوظيفية، طبقت الدراسة على ثلاثة مجالات هي (مديرية البلديات، التعليم العالي، رئاسة الصحة) في محافظة بابل بواقع عينات الدراسة الثلاث البالغة (180) شخصا والتي اختيرت من مجتمع الدراسة الموزع.
انطلقت الدراسة من اشكالية احدثها القانون (22) لسنة 2008 وما آل اليه من تهضيب الملاكات العاملة في اطار قوانين الخدمة النافدة.
هدفت الدراسة الى الوصول الى واقع العينات المعنية التي وقعت تحت تأثيرات الهضبة الوظيفية او التي اوشكت على ذلك والتباين بين عينات الدراسة في قدرتها على ادراك التفكير بمضمون وأهمية وتأثير الهضبة الوظيفية على واقعهم النفسي ومن ثم على كفاءة عمل استراتيجيات الموارد البشرية.
أما اهمية الدراسة فيتوقع انها ستكشف عن الجوانب النفسية التي تجهلها الادارات المعنية عن العاملين المهضبين او كبار السن فضلا عن انها ستؤشر آفاق اعتماد استراتيجيات موارد بشرية تتلافى تهضيب العاملين قدر الامكان. ان طبيعة الدراسة هي ذات طبيعة لامعلمية (Non Parametric) لذا استوجب اعتماد الوصول الى التباين بين عينات الدراسة على اختبار كروسكال ويلز (Kruskal-Wallis Test) بوصفه الاداة الاحصائية اللامعلمية المناسبة التي تختص بإيجاد التباين بين اكثر من عينتين، بعد تفريغ استبانات الدراسة لاستخراج الوسيط والمدى لإجابات العاملين.
خرجت الدراسة باستنتاج مفاده ان الهضبة الوظيفية موجودة بالفعل وأنها تزداد شيوعا وتكون مرتبطة بنتائج سلبية على مستوى الشخص والمنظمة وهي مشكلة تتضاعف مع حقيقة إن التنقل إلى الأعلى على شكل ترقية هو أمر مهم بالنسبة للعاملين بوصفها احد دواعي القلق الرئيسة لهم، كما قدمت الدراسة توصيات كانت في جلها الغالب مما اسفرت عنه الاستنتاجات النظرية والتطبيقية، فضلا عن تلك التي استوحيت من مشاهدات الباحثة.