تأثير المرونة الاستراتيجية في الأداء الاستراتيجي المستدام : مدخل معرفي
دراسة استطلاعية تحليلية لآراء عينة من متخذي القرار في شركة الفرات العامة للصناعات الكيمياوية و المبيدات
مقدمة إلى
مجلس كلية الإدارة والاقتصاد _ جامعة كربلاء
وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في علوم إدارة الأعمال
تقدمت بها الطالبة
زينب ثائر توفيق الحربي
بإشراف الأستاذ الدكتور
أحمد كاظم بريس اليساري
هدفت الدراسة إلى اختبار تأثير المرونة الاستراتيجية, ضمن المدخل المعرفي ( كمتغير مستقل ) بأبعاده الخمسة: ( النماذج المعرفية العقلانية, والنماذج المعرفية التطويرية, والنماذج المعرفية الحتمية, والنماذج المعرفية الاحتمالية, والنماذج المعرفية الفوضوية ), في الأداء الاستراتيجي المستدام ( كمتغير تابع ) بأبعاده: ( محور الزبائن, ومحور العمليات الداخلية, ومحور التعلم والنمو, والمحور المالي, والمحور البيئي والاجتماعي ), وقد انطلقت مشكلة الدراسة من عدة تساؤلات منها: ما مدى ادراك مسؤولي المنظمة المبحوثة لتوافر ابعاد المرونة الاستراتيجية من منظور معرفي فيها؟ هل يمكن ان تؤثر المرونة الاستراتيجية بمنظورها المعرفي في الأداء الاستراتيجي المستدام؟ أيا من المنظورات المعرفية للمرونة الاستراتيجية اكثر تأثيرا في الأداء المنظمي المستدام؟ وتأتي أهمية هذه الدراسة من خلال محاولتها في تحقيق الربط المنطقي والفلسفي بين المرونة الاستراتيجية باعتبارها قدرة معرفية لمتخذ القرار والأداء الاستراتيجي المستدام. وكذلك التنبيه الى إن المرونة الاستراتيجية بناء ترابطي متعدد المستويات ( الفرد والمنظمة) يستمد أهمية وقوته من المستوى الأول. إذ تم بناء مقياس جديد للمرونة الاستراتيجية بالاعتماد على دراسة (Combe & Greenly,2004), ومقياس الأداء الاستراتيجي المستدام بناءً على ( Figge et al , 2002 ). أُختيرت شركة الفرات العامة للصناعات الكيمياوية والمبيدات في محافظة بابل ميدانًا لهذه الدراسة, أذ تم جمع البيانات عن طريق الاستبانة, و شملت عينة الدراسة ( 115 ) فرداً من متخذي القرار في الشركة بمستويات إدارية مختلفة ممثلة بـ: ( مدير عام, ومعاون مدير عام, ومدير قسم, ومسؤول شعبة ). تم تحليل البيانات بالإفادة من البرنامج الاحصائي (SPSS,V.23) وتمت الاستعانة بمجموعة من الأساليب الإحصائية لمعالجة البيانات منها( الإحصاء الوصفي, ومعاملات الارتباط, وتحليل الانحدار المتعدد المتدرج ). وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج, أهمها: اعتماد قادة الشركة الإجراءات التصحيحية العقلانية ( رد الفعل), في مجال الاستجابة للتغيرات البيئية وليس الاستباقية العقلانية، وهذا يدل على أنّ الشركة تفتقر فعليًا للقدرات الاستباقية لمتخذي القرار في مجال المرونة الاستراتيجية, مما يؤشر خللا في عمل الشركة, إذ إنَّ النجاح واستدامة الأداء يتطلبان التوجه الاستباقي. في حين كانت أبرز توصيات الدراسة توجيه قادة المنظمة إلى أن يكونوا استباقيين في مواجهة التغيرات البيئية.