المجلة العراقية للعلوم الادارية
2001, المجلد 1, العدد 1, الصفحات 1-19
الخلاصة
قد يرى البعض إن الحديث عن السياسات العامة يعد حديثا في نشأته وظهوره . وهم محقون في ذلك لكون هذا المصطلح لم يظهر بإطاره المنهجي ومضمونه العلمي والأكاديمي إلا مع النصف الثاني من هذا القرن غير إن الوثائق والأحداث التاريخية تؤكد ومن دون أي شك قدم هذا المصطلح ورسوخ الممارسات العلمية المرتبطة به . فجذور السياسات العامة تمتد إلى حضارات وادي الرافدين ووادي النيل حيث شرع حمورابي مسلته الشهيرة ليوثق فيها اهم المبادئ واهم المنطلقات التي تنظم سلوك الأفراد والجماعات وعلاقتها بالسلطة العامة المتمثلة بالملك أو الفرعون وإذا كانت المحاولات بسيطة وبدائية من وجهة النظر المعاصره فأنها حين تقيم في إطار المرحلة التاريخية والحضارية التي طرحت فيها تعد بحق إنجازا عظيما وعطاء اثريا للبشرية . فبدون تلك الجذور والممارسات ما كان يمكن لحقل السياسة العامة المعاصر أن يظهر في يومنا هذا وبالشكل الذي هي فيه . ومن المنطقي أن تكون خصائص وموضوعات السياسات العامة واهتماماتها اليوم مختلفة عما كانت عليه في مراحل نشأتها التاريخية. فالثورة الصناعية والتكنولوجية المعاصرة وأحداث الحربين العالميتين وما أعقبها من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها من مستجدات الحياة العصرية قد عقدت وعمقت مضامين السياسات العامة وجعلت منها حقلا عمليا وأكاديميا يستلزم البحث والدراسة والتخصص.