المجلة العراقية للعلوم الادارية
2001, المجلد 1, العدد 2, الصفحات 35-52
الخلاصة
ان اول ما يتبادر الى الذهن سؤال مهم ، هو هل هناك موقع لاثر السلوك الانساني وتقلباته في نظرية السوق الكفوء ( Efficient Market ) ، ونظرية محفظة الاستثمار المعاصر ( Modem Portfolio theory ) ؟ فاستنادا لما يقوله انصار هاتين النظريتين ، ان السوق الكفوء يحدث عندما يتحقق العائد الامثل في ضوء توافر معلومات كاملة عن الاسعار والمخاطرة ، والتي يفترض أن يتم تحديدها بشكل عقلاني. والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هنا ، هو متى يكون الافراد رشيدين حيال استثمارهم الاموال في سوق الأوراق المالية ؟ وهذا يعني بعبارة أخرى ، أن المستثمرين يتصفون بالرشد ، ومن ثم فانهم يسعون الى تعظيم المنفعة التي يحصلون عليها من جراء استغلال ثرواتهم . اذن ، فهل يمكن لهذه الاسئلة ان تتحقق في الواقع العملي ؟ ان الكثير من جوانب الوجود الانساني نراها تتأثر في علاقتها بالعواطف أو المشاعر أكثر من المال كمورد مادي . والافراد المستثمرون عادة ما يتخذون قرارات غير منطقية احيانا بحكم تغلب تلك العواطف أو المشاعر حينما يتعلق الأمر بالأموال ، بشكل أكثر مما يفعلونه نحو الفعاليات الأخرى في حياتهم العامة والخاصة .فمحاولة فهم الوعي المالي للمستثمرين دون الاخذ بنظر الاعتبار العامل الانساني بعد مشكلة قائمة يمكن تشبيهها بمحاولة الابحار بواسطة البوصلة ، لكن بلا خرائط استدلالية . ومن الأهمية بمكان اذن ، تأتي هنا ضرورة الموضوع ، الذي يتمثل بأدخال العامل الانساني حينما نتحدث عن الاستثمار بالاسهم في سوق الأوراق المالية . ويظهر من جراء العمل الميداني في هذا الاطار وجود ثمة افتراض هو انه كلما ينظر الى البيئة بتجرد ، وكذلك للاسهم ، فان العوامل النفسية غير الملموسة ، تصبح أكثر قوة وفاعلية في سوق الأوراق المالية. وهذا يعني بالنتيجة ان الكثير من القضايا التي توجه قرارات الاستثمار التي يتخذها الافراد حول عمليات شراء الموجودات المالية ( Financial Assets ) من اسهم وسندات وغيرها من الأوراق المالية ، يمكن تفسيرها فقط عند الرجوع الى مبادىء السلوك الانساني. وليس هناك مبالغة عندما يقال ، أن السوق بشكل عام ، من حيث اتخاذ القرارات الجماعي عند شراء الأوراق المالية ، يتقدم ويتأخر ، يزدهر ويخبو من خلال النظر للعوامل النفسية التي تحكم تصرفات الأفراد بعد تجميعهم المعلومات وتحليلها .
الكلمات الدلالية
المنظور النفسي للأستثمار، سوق الاوراق المالية، التمويل السلوكي