استشراف مستقبل التكامل التجاري الإقليمي في ظل منظمة التجارة العالمية – تجارب مختارة مع إمكانية الإفادة منها في العراق

رسالة تقدم بها

محمد علي مهدي التميمي 

إلى مجلس كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة كربلاء وهي جزء

من متطلبات نيل درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية

 بإشراف

الأستاذ المساعد الدكتورعمار محمود حميد الربيعي

المستخلص

        يعد التكامل التجاري الإقليمي أحد أهم استراتيجيات العلاقات الاقتصادية الدولية التي تساعد على تحقيق نجاحات اقتصادية كبيرة . وعليه فإن هذه الدراسة نسعى من خلالها إلى تحديد عوامل نجاحها ، ونقاط ضعفها والتحديات والصعوبات التي تواجهها ، من أجل تحديد إلى أي مدى يمكن أن نستفيد من التجربة التكاملية بين العراق والدول المجاورة والإقليمية والاستفادة من الأنضمام لمنظمة التجارة العالمية (WTO) , وتعزيز إمكانية الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية الكبيرة التي يمتلكها باتجاه تنمية القطاعات الاقتصادية التي تعاني من الاختلالات الهيكلية , وهذا ما يمكن الإسراع ببناء المشاريع الاستراتيجية المهمة التي تعد ضرورية وأساسية لتطوير الاقتصاد العراقي ومنها ميناء الفاو الكبير والطرق والمواصلات السريعة للنقل البري والسكك الحديدية السريعة والمتطورة والجسور وربطها بدول الجوار كافة لتسهيل نقل السلع المستوردة والمصدرة والمسافرين وتجارة الترانزيت وإنشاء المطارات وتزويدها بأسطول للنقل الجوي الحديث .

أن إنشاء وتفعيل التكاملات الاقتصادية الإقليمية جاء نتيجة الشعور المتزايد لدى الدول بأهمية النهج الإقليمي كإطار جديد للتكيف مع ضعف الدولة الوطنية في أداء وظائفها من جهة ، واستجابة للتغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يفرضها سياق العولمة من جهة أخرى.  وتزامن هذا الاتجاه العام نحو التكاملات الإقليمية مع زيادة الجهود المتعددة الأطراف لتحرير التجارة الدولية ، ثم اتسعت التساؤلات والجدل حول طبيعة العلاقة بين الأطر الإقليمية والمتعددة الأطراف في مجال تحرير التجارة الدولية.

تناولت الدراسة ظاهرة التكاملات الاقتصادية الإقليمية ودورها في تعزيز التجارة البينية تحت مظلة منظمة التجارة العالمية (World Trade Organization ) (WTO) ، ومن خلال عرض تجربة منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (النافتا) وتجربة دول مجلس التعاون الخليجي وتجربة منطقة التجارة الحرة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا (الأسيان) للمدة (2005 – 2021) بالاعتماد على جمع البيانات الإحصائية للصادرات والواردات البينية من السلع والخدمات وتحليلها ومقارنتها بقيم العوامل الداعمة للتكامل الاقتصادي الإقليمي كنماذج استطاعت الصمود أمام الأزمات الاقتصادية العالمية . وخلصت الدراسة إلى أن مؤشرات التجارة الخارجية والاختلاف في الهيكل الاقتصادي ، وتوافر الموارد الطبيعية ، وتطوير البنية التحتية ، وكفاءة القوى العاملة ، وحجم سوق الاستهلاك ، والتعريفة الجمركية , كلها عوامل تعزز مكاسب التجارة  .