الابلاغ عن تعليقات الادارة وتأثيره في تكلفة التمويل

وانعكاسهما على استمرارية الشركة

بحث تطبيقي في الشركات الصناعية العراقية المدرجة في سوق العراق للأوراق المالية

اطروحة مقدمة الى مجلس كلية الادارة والاقتصادجامعة كربلاء وهي

جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في المحاسبة

من الطالب

كرار سليم عبد الزهره حميدي

بأشراف

أ.م.د اسعد محمد علي وهاب العواد

تعد التقارير المالية السنوية التي تَعدّها وتقدمها الشركات وفقا للمبادئ المحاسبية المقبولة بشكلٍ عام والتشريعات ذات العلاقة مصدرا رئيسيا للمعلومات لمختلف الاطراف ذوي المصلحة سواءً المباشرين منهم أو غير المباشرين، وعادة ما تتضمن هذه التقارير المعلومات ذات الطبيعة المالية وغير المالية التي توصف بكونها ضرورية لمستخدمي تلك التقارير وتؤثر في ترشيد قراراتهم، وكلّما كانت هذه التقارير تحتوي على المعلومات التي يحتاجها المستخدمون كلما كانت اكثر ملاءمة وفائدة للمستخدمين وزادت من احتمالية اعتماديتهم عليها في اتخاذ القرارات الكفؤة والصائبة.

        وتجدر الاشارة إلى إن هذه التقارير ينبغي أن تشمل – فضلا عن المعلومات التقليدية ذات الطبيعة التاريخية المتعلقة بالنتائج الفعلية التي حققتها الشركة –المعلومات ذات الطبيعة التطلعية والتي تصف وتبين الافاق المستقبلية والرؤى والتصورات والظروف والمخاطر التي من المتوقع ان تواجهها الشركة مستقبلا، فضلا عن إحتوائها على الاهداف والاستراتيجيات الموضوعة لتحقيق تلك الاهداف.

ونتيجة للتطورات المتسارعة في قطاع الاعمال في الآونة الاخيرة اصبحت التقارير المالية المقتصرة على المعلومات المالية والكمية ليست كافية للمستخدمين، وأدى ذلك الى تنامي المطالبة بالابلاغات الوصفية او السردية وذلك للحصول على سياق أفضل يمكن من خلاله تفسير الأداء والمركز المالي وتقييم التدفقات النقدية للشركة، وهذا ما دفع مجلس معايير المحاسبة المالية لإصدار بيان الممارسة رقم (1) في سنة 2010 لتوفير القواعد الارشادية لتنظيم وتوضيح تلك الابلاغات.

ومما لاشك فيه فأن توافر المعلومات المذكورة انفا تمثل عنصراً مهما في تواصل الشركة مع اسواق رأس المال، وتساعد المتعاملين في ذلك السوق في عملية تقييم مدى كفاية هيكل رأس مال الشركة والترتيبات المالية (سواء تلك التي تم تضمينها أم لا في قائمة المركز المالي) ،وتحليل سيولة الشركة والتدفقات النقدية وموارد رأس المال البشري والفكري، فضلا عن تحليل وتقييم  خطط الشركة لمعالجة أي فائض في الموارد، كل هذه المعلومات من المتوقع – من الناحية النظرية-  ان تمكن المتعاملين في اسواق رأس المال من اتخاذ القرارات المتعلقة بتمويل الشركة وكذلك دراسة وتقييم المخاطر المرتبطة بقدرة الشركة على مواصلة اعمالها في الاجل المنظور.

وعليه فأن البحث الحالي يهدف الى التعريف بقائمة تعليقات الادارة والتأطير النظري لها، وتطوير انموذج لتقييم مستوى الابلاغ عنها، فضلا عن قياس تكلفة التمويل الممتلك والمقترض في الشركات الصناعية العراقية وتقييم قدرتها على الاستمرار. ودراسة التأثير النظري والتطبيقي للإبلاغ عن تعليقات الادارة في تكلفة التمويل المقترض والممتلك، وكذلك في استمرارية الشركة. فضلا عن تحليل واختبار التأثير النظري والتطبيقي لتكلفة التمويل المقترض والممتلك في استمرارية الشركة. ولتحقيق تلك الأهداف فقد تم تقسيم البحث الى خمسة فصول، خصص الفصل الاول منه للمنهجية العلمية ودراسات سابقة من خلال مبحثين، تناول الاول المنهجية العلمية في حين تناول الاخر دراسات سابقة واسهامة البحث الحالي، وناقش الفصل الثاني الخلفية النظرية لكلِّ من تعليقات الادارة، تكلفة التمويل، استمرارية الشركات من خلال ثلاثة مباحث، تناول الاول الابلاغ عن تعليقات الادارة-الواقع والتطلعات، وشمل المبحث الثاني تكلفة التمويل في ادبيات الفكر المالي والمحاسبي، وناقش المبحث الثالث استمرارية الشركة- ضرورة بحاجة الى تقييم، اما الفصل الثالث من البحث فقد تناول مدخل فلسفي للتأثير بين متغيرات البحث وفي ثلاثة مباحث، خصص الاول منها لدراسة فلسفة تأثير الابلاغ عن تعليقات الادارة في تكلفة التمويل، في حين تناول الثاني فلسفة تأثير الابلاغ عن تعليقات الادارة في استمرارية الشركة، اما المبحث الاخير لهذا الفصل فتناول فلسفة تأثير تكلفة التمويل في استمرارية الشركة، وكان الفصل الرابع قد تناول قياس المتغيرات واختبار فرضيات البحث من خلال مبحثين، خصص الاول لقياس الابلاغ عن تعليقات الادارة، تكلفة التمويل، استمرارية الشركة، في الوقت الذي ركز المبحث الثاني على نتائج اختبار فرضيات البحث، اما الفصل الخامس فقد شمل الاستنتاجات والتوصيات وضم مبحثين، تناول الاول منها الاستنتاجات التي توصل اليها البحث، وشمل الثاني التوصيات التي خرج البحث بها ومقترحات خاصة ببحوث مستقبلية .