الاندماج المصرفي وانعكاساته على السوق المالية (الولايات المتحدة الأمريكية نموذجاً)
رسالة مقدمة
إلى مجلس كلية الادارة والاقتصاد في جامعة كربلاء وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية
تقدمت بها
فراس حسين علي الصفار
بإشراف
الأستاذ الدكتور هاشم مرزوك الشمري

الملخص تمثل السيطرة والاندماج أحد اهم الظواهر الاقتصادية في عصرنا الحاضر فقد توسع السوق ، وانحسرت الحواجز الكمركية وتوسعت الاسواق المشتركه والتكتلات ألاقتصادية مع تسارع وتيرة العولمة وتحرير تجارة الخدمات ، أصبحت الاسواق العالمية اكثر انفتاحاً وتكاملاً واصبح العالم بلا حدود ، وامام هذه المتغيرات ازدادت حدة المنافسة وتعددت اشكالها نتيجة ضيق وأزدحام الاسواق ، فصار على الشركات المحلية أن تعتمد على مقومات اقتصادية تجعلها قادرة على المنافسة في الاسواق المحلية والاقليمية والدولية واصبح التكتل أو الاندماج أو السيطرة ضرورة ملحة لتخفيض تكاليف هذه المنافسة ومواجهة الانعكاسات الناشئة عن الظروف غير المواتية . لذلك نالت عمليات الاندماج التي شهدتها مؤسسات الاعمال عموماً والمؤسسات المالية والمصرفية خصوصاً ، على امتداد السنوات الاخيرة حيَِّزاً كبيراً من الاهتمام نظراً لحجم العمليات التي تمت وما نتج عنها من مؤسسات مالية ومصارف عملاقة جديدة ساهمت في تغيير طبيعة القدرات التنافسية في الاسواق وافرزت مفاهيم وقواعد اخرى للعمل المالي والمصرفي . فالقطاع المصرفي كغيره من القطاعات يجد نفسَه مضطراً للتحرك في عدة اتجاهات في وقت واحد ، لمواكبة المستجدات الحاصلة في الاقتصاد العالمي وخلق ظروف جديد للنمو والتطور . ان الاندماج المصرفي لم يعد خياراً بل قدراً استراتيجياً للمصارف في محاولة لاعادة الهيكلة على وفق القواعد ولآليات الجديدة التي تضمن تنافسية القطاع المصرفي في خضم العولمة المالية والتحرر المالي ، وكذلك مواجهة القطاع المصرفي لمتطلبات معايير بازل 2 التي تحتاج رسملة عالية ، وتحسن في الاداء والقواعد الرقابية لتفادي المخاطر التشغيلية والسوقية . وتنطلق الدراسة من فرضيه مفادها أنّ للاندماجات المصرفيه أثراً في مؤشرات سوق الاوراق المالية ويختلف هذا التأثير باختلاف السياسات والنظم الاقتصادية السائدة في كل بلد كما تساهم في زياده القدرة التنافسية للمصارف المندمجة ودورها في حل الازمات المالية التي تنشأ في الاقتصاد العالمي . ولذا جاءت اهمية الدراسة من جانبين اساسين الجانب الاول هو الدور المؤثر للقطاع المصرفي الناجم عن الوظيفه التي يقوم بها في الاقتصاد على المستوى الداخلي ، واهميته على المستوى الخارجي والتبادل الدولي . ويتأتِّى الجانب الثاني من دور الاسواق المالية التي تعد المرآة العاكسة للوضع الاقتصادي العام إذ إن استقرارَ هذه الاسواق يُعدٌّ مقياس لكفاءة المؤسسات المالية العاملة فيه التي تعتبر المصارف من اهم المؤسسات المالية العاملة في السوق النقدية خصوصاً ، ومن ثمَّ فأن محاولة فهم وتفسير مؤشرات السوق المالية والازمات التي تمر بها الاسواق وعلاقتها بكفاءة المصارف المندمجة ودورها في تنشيط السوق المالية قضية مهمة تتطلب من الباحثين التصدي لها . اما مشكله الدراسه فتُعنى في تفحّص مدى تأثير مؤشرات الاندماج المصرفي في السوق المالية بالتحديد على مؤشرات سوق الاوراق المالية في الولايات المتحدة الامريكية وبيان دور الاندماج المصرفي في الخروج من الازمات الماليه التي تصيب الاسواق المالية . وقد هدفت الدراسة الى تحقيق جملة من الامور هي : 1- بيان اهمية الاندماجات المصرفية وانعكاساتها الاقتصادية 2- بيان دور السوق المالية وآثارها الاقتصادية 3- قياس العلاقة بين مؤشرات الاندماجات المصرفية ومؤشرات سوق الاوراق المالية 4- بيان أي مؤشر من مؤشرات الاندماج المصرفي اكثر تأثيراً في مؤشرات سوق الاوراق المالية في الولايات المتحدة الامريكيه للمدة المحصورة بين ( 1994 – 2003 ).