دور البحث والتطوير في النمو الاقتصادي تجارب دولية مختارةمع اشارة الى العراق
إطروحة مقدمة إلى
مجلس كلية الإدارة والاقتصاد/ جامعة كربلاء وهي جزء من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه فلسفة في العلوم الاقتصادية
تقدم بها الطالب
رائد خضير عبيس كاظم العبادي
بـــــإشراف
الأستاذ الدكتور كاظم أحمد البطاط – الأستاذ الدكتورعامرعمران المعموري
المستخلص
يعد البحث والتطوير عاملا مهما في النمو الاقتصادي والعديد من الدول تسعى الى الاستثمار في هذا النشاط المهم, من اجل تحقيق مصدر متجدد ومتنوع للنمو الاقتصادي , وهذه الاستثمارات تدعم بدورها موردا اخر وهو المواهب الخلاقة والماهرة اوما تدعى (راس المال البشري), وفي الواقع هناك ادراك متزايد في جميع انحاء العالم بأن الاقتصاد القائم على المعرفة بات يوفر فرصا جديدة للنمو الناتج عن تسارع التطور التكنولوجي, وهو مادعى الى ظهور شكل جديد من اشكال التنمية الاقتصادية العالمية التي تعتمد اساسا على مفهوم الاقتصاد القائم على المعرفة والقائم على انتاج المعارف وحيازتها ونشرها واستخدامها الاستخدام الامثل , فمن خلال الدور الذي تؤديه المعرفة في تحديد طبيعة الاقتصاد، ونشاطاته، وفي تحديد الوسائل والأساليب والتقنيات المستخدمة في هذه النشاطات، وفي توسعها، وفي ما تنتجه، وفي ما تلبيه من احتياجات، وما توفره من خدمات، ومن ثم في مدى ما تحققه من منافع وعوائد للأفراد والمجتمع , وهناك بلدان قد قطعت شوطا في تطور هذه القوة الجديدة الدافعة للنمو لذا وفرت له كل اشكال الدعم المالي والتشريعي, فخصصت له نسبة تصل ) 3-5 )% من حجم الناتج المحلي , كذلك استطاعت هذه الدول بفضل هذه القوة الجديدة للنمو الاقتصادي ان تحقق قفزات كبيرة في المسار التنموي ,فقد ازدادت إنتاجية جميع عناصر الانتاج ,فهناك اثر متبادل بين الدعم المقدم للبحث والتطوير والنمو الاقتصادي ,فكل منهما يدعم الاخر بالاتجاه الموجب , وهو ما ادى الى اشتداد في حجم المنافسة الدولية المبنية على جودة المنتج وقلة الكلفة و الاسعار, وللبحث والتطوير دور في تميز الدول في مجال المنافسة الاقتصادية وقوة خلق لأسواق لم يكن لها وجود سابقا , فالتجارة الخارجية اصبحت لهذه الدول نافذة لتصريف الانتاج الفائض عن حاجة السوق المحلي, في وقت تستمر بلدان متقدمة ونامية بإيلاء الاهتمام لهذا النشاط وبالتالي اتساع فجوة لدور هذا النشاط وتأثيراته الايجابية بين دولة واخرى , وايضاح مقدار الفجوة وتحديد نقاط القوة والضعف، لتكون نموذجا يمكن تطبيقه واتباعه والاستفادة منه في رسم صورة مستقبلية لدور مشرق لهذا النشاط , وإن كانت هناك صعوبة في الحصول على بعض البيانات والمؤشرات الخاصة بهذا النشاط المهم في العراق, الا اننا يمكننا ان نرسم صورة مستقبلية عن إمكانيات النهوض بهذا النشاط ودوره الحيوي والمهم للاقتصاد والمجتمع .