دور التمويل الاخضر في الحد من التغيرات المناخية
تجارب دول مختارة مع إمكانية الافادة منها في العراق
رسالة تقدم بها
امير حاكم هادي الوائلي
الى مجلس كلية الادارة والاقتصاد في جامعة كربلاء وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية
بإشراف
أ.م.د سلطان جاسم سلطان
المستخلص
برزت خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية وبشكل لافت ظاهرة التغير المناخي بوصفها صدمة كانت لها انعكاسات اقتصادية سلبية نتيجة الاحتباس الحراري وزيادة تركيز الغازات الدفيئة المسببة لها.
وثمة تأكيد على ان التغيرات المناخية تشكل تهديداً حقيقياً للتنمية والنمو الاقتصادي فالتعرض للصدمات المناخية مثل (ارتفاع درجات الحرارة، تراكم غاز ثاني اوكسيد الكاربون و الغازات الدفيئة، التصحر، الاضطرابات المناخية، تحمض البحار والمحيطات…..الخ)
ادى الى عرقلة النشاط الاقتصادي وهدد حياة الملايين من الاشخاص واعاق جهود مكافحة الفقر فضلاً عن الاثار السلبية التي افرزتها هذه الصدمات المناخية على الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات والقطاعات الاخرى.
وقد حاولت المنظمات والمؤسسات المالية الدولية ( البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، مؤسسة التمويل الدولية وغيرها من المؤسسات) البحث عن توفير التمويل اللازم للتصدي لهذه الظاهرة من خلال ابتكار أدوات مالية خضراء مثل الصناديق الخضراء والاسهم الخضراء والاستثمارات المراعية للبيئة( الاستثمار المستدام).
اما فيما يتعلق بالاقتصاد العراقي والذي تم وصفه بأنه واحداٌ من اكثر الدول هشاشة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فقد شهد خلال السنوات الماضية حدوث تغيرات مناخية ملموسة اذ سجلت درجات الحرارة ارتفاعات خطيرة وانخفضت مناسيب المياه وانحسرت الامطار وزاد التصحر وارتفعت نسبة تركز الغازات، لاسيما غاز ثاني اوكسيد الكاربون.
وفي ضوء ذلك توصلت الرسالة إلى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات تمثلت الاستنتاجات: بأن على الرغم من اتخاذ بعض الخطوات للتخفيف من حدة التغيرات المناخية في العراق والمتمثلة بالمبادرات الحكومية والبنك المركزي العراقي إلا أن الملاحظ عدم التوجه نحو بناء نظام مالي اخضر من أجل التحول والانتقال نحو اقتصاد يراعي التغيرات المناخية ويخفف من حدتها، وباتت الصدمات المناخية تحدياً كبيراً يواجه الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين وهو يمثل عائقاً أمام جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة وشهدت أسواق التمويل الأخضر( لاسيما السندات الخضراء) نمواً كبيراً على الرغم من عمرها الصغير.
فيما توصلت الرسالة الى جملة من التوصيات وتمثلت: بضرورة العمل على الاستفادة من تجارب دول العينة في مجال استخدام وتداول المنتجات المالية الخضراء من أجل بناء اقتصاد قليل الانبعاثات والحد من التغيرات المناخية والتكيف معها، و كذلك يجب على العراق استغلال فرصة ارتفاع اسعار النفط العالمية خلال السنتين الماضيتين من أجل المضي قدماً لتحقيق التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة خالية الانبعاثات، وضرورة العمل على وضع استراتيجيات طويلة الأمد وبالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية والاستفادة من خبراتها من اجل اتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من التغيرات المناخية والتكيف معها.