التعليم ومرض الدبلوما
يعتقد الكثير ان مفهوم التعليم الجامعي لا يعني سوى العمليات التعليمية التي تجري داخل القاعات والمختبرات والورش ومعامل الجامعة بكلياتها ومراكزها المختلفة ومن خلال ما يتلقاه الطالب من مناهج تعليمية لمقررات دراسية تم تحديد مكوناتها النظرية والتطبيقية مسبقاً ولكن مفهوم التعليم العالي لا يقتصر على ما ذكر اعلاه بل بمعناه الواسع يتعدى ذلك المفهوم فاكتساب المؤهلات العلمية يجب ان يرافقها اكتساب المهارات والمعارف البشرية ويكتسب الاخير اهميته من خلال علاقته بالقدرة على توفير فرص العمل للخرجين او على الاقل زيادة امكانية الحصول عليها الى اقصى قدرة ممكنه وهنا فان التعليم الجامعي يعد مصدراً من مصادر تنمية راس المال البشري في المجتمع .
لقد حاول العديد من الكتاب تشخيص خصائص التعليم العالي في البلدان النامية مؤشرين الى امر مهم جداً الا وهو نظم التعليم في هذه البلدان لاتهتم بتوصيل المعرفة والمهارات للطالب بقدر اهميتها اساساً بالشهادة وهذا ما اسماه الكاتب رونالدو دور ( dore ronaldo) بمرض الدبلوما ( diploma diseaes) والذي ويعني انه معيار الحكم على ملائمة الفرد في البلدان النامية لعمل ما هي المؤهلات التي يمتلكها وليس المهارات التي يتمتع بها مؤكداً بان اغلب نظم الامتحانات مصممة لاختبار قدرة الفرد على الاستظهار فقط وليس الكشف عن مهارات التي يكتسبها من التعلم وهذا ما يدفعنا الى التركيز على تدريب طلاب الجامعات من خلال الالتحام بالمجتمع بعتباره محوراً اساسياً وضرورياً لتطوير عملية التعليم واكتمالها والتي تعد بدورها ترجمة واقعية لسوائط التعليم تتفق والمحاور التعليمية
ومن اجل ان نمنح طلاب جامعتنا فرصة اكتساب المهارات الى جانب المؤهلات علينا ان نركز على الاتي
1- تحقيق الالتحام بين طلاب الكليات كافة والمجتمع من خلال مؤسساتها وهيئاتها المختلفة للتعرف على الواقع العلمي واكتساب المعرفة والمهارة .
2- التعرف على كيفية التطبع للاساليب النظرية والعلمية الملائمة لواقع الممارسة الميدانية وتحليل نتائج التطبيق لمعرفة مشاكل الواقع ومعالجتها في ضوء الامكانات المتاحة .
زيادة الروح المعنوية لطلاب الجامعة واكتسابهم مشاعر الانتماء الوطني والامل في المستقبل المهني والشعور بالمسؤولية .
3- تقويم محتويات المناهج الدراسية وتطويرها فضلا عن توجيه البحوث العلمية في مرحلة الدراسات العليا ومابعدها بالاتجاه الصحيح والملائم ما بين هيئة التدريس في الجامعة من جهة ,ورجال الخبرة العلمية في معياري الانتاج والخدمات من جهة اخرى .
4- امكانية اكتشاف الخبرات الجامعية ذات الصلة بالواقع العملي مما يساهم في متابعة تنفيذ خطط قومية للتعاون البحثي التطبيقي بين الجامعة ومواقع الانتاج والخدمات .
5- دفع اجور رمزية للطلاب خلال فترة التدريب ليكون حافزاً اضافياً للطلاب وفي ذات الوقت القضاء على مشاكل البطالة مابين المتعلمين .