المجلة العراقية للعلوم الادارية
2001, المجلد 1, العدد 2, الصفحات 24-34
الخلاصة
العولمة هي مصطلح يعبر عن ظاهرة أو ايدولوجية ، أو قد يكون خليطا من الاثنين ، وهي بالمحصلة تيار عالمي له جذوره التاريخية ، حيث أن العولمة موجودة منذ القرن السادس عشر . ان العولمة في رأسمالية بطريقة جديدة ، فقد تكون عولمة قسرية ، ذوق ، ادب ، اخلاق ، ان ثقافة العولمة هي الاستسلام . أي بروز ثقافة كلية شاملة ، وهذا الشمول الثقافي ناجم عن العولمة الشاملة، وبالتالي تغيب معها الثقافات ذات الخصوصيات القومية ، أي انه تسود ثقافة شاملة – وطبقا المفهوم العولمة فان سيادة الدولة تعد أمرا منتهيا ، أي ينبغي أن تنسى قضية السيادة ، وأن انكار السيادة يعني انكار الثقافة ، لانه اذا لم تكن هناك دولة ، فليس هناك سيادة للثقافة الوطنية ، لاله الا وجود لثقافة وطنية بدون دولة وطنية تحافظ على مقومات الوطن ، واقتصاد الوطن ، والاسرة المحلية ، وعندما ينسى الانسان سيادة الدولة فكأنما نسي ثقافته وهويته ، فالرأسمالية تتجه إلى ترسيخ مبدأ تضاؤل دور الدولة وسيادتها على اقليمها السياسي لحل التناقض التاريخي الذي عانت سنه . فقد كان التناقض الاساسي في الرأسمالية طول تاريخها بين اقتصاد عالمي بالضرورة وسياسة اقليمية بحكم أن السيادة السياسية محكومة بأقليم الدولة ، وما كان يعترض سياسة التدويل الرأسمالي أو العولمة الرأسمالية هو الدولة الاقليمية والتي تغلبوا عليها في الزمن القديم بالاستعمار. ثم جاءت حركات التحرر الوطني فتفتت المحيط العالمي الذي كان موحدا بالاستعمار ، والآن يسعى الرأسماليون لتحقيق السيطرة البديلة للسيطرة الاستعمارية من خلال العولمة .