الصراع على مياه احواض الانهار الدولية: دراسة لتحليل ظاهرة الصراع

عباس حسين جواد

المجلة العراقية للعلوم الادارية
2001, المجلد 1, العدد 2, الصفحات 5-23

الخلاصة

تحتل المياه أهمية كبيرة في حياة الشعوب والكائنات الحية الأخرى ، أذ أن وجودها يرتبط بوجود المياه، وينعدم بانعدامها . وقد عبر القرآن الكريم خير تعبير عن أهمية المياه ، أذ قال تعالى في محكم كتابه الكريم [ وجعلنا من الماء كل شيء حي ( سورة البقرة : آية ٣٠] وقال تعالى اونرى الأرض هامدة فاذا أنزلنا عليها الماء أهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) سورة الحج : آية ١٥ . فلقد قامت على أحواض الانهار أرقى الحضارات القديمة ، كالحضارة البابلية ، والمصرية .. وغيرها أذ كان للماء أثر كبير في ظهور هذه الحضارات وتقدمها عبر حقبة طويلة من الزمن قياسا بالامم الأخرى التي زامنتها .أما في العصر الحديث ، فأن الحاجة الى المياه أصبحت أكبر بكثير من الحاجة اليها في العصور القديمة لتعدد مجالات استخدامها وتنوعها وذلك لزيادة سكان العالم ، وللتقدم الصناعي والتقني الذي تشهده البشرية في الوقت الحاضر ، قياسا بالعصور السابقة ، مما جعل من المياه موردا نادرا أو محدوداً ، خصوصاً في المجتمعات التي يتصف مناخها بالجفاف ، أذ أن غالبية دول العالم النامي تشهد اليوم تنافسا أو صراعاً على مياه أحواض أنهارها الدولية . فالعديد من الحروب التي نشبت في الماضي القريب كالحرب الهندية الباكستانية ، أو الحرب العراقية الايرانية. أو النزاع العربي الاسرائيلي في جزء منه .. وغيرها ترجع في معظمها إلى الصراع على مياه أحواض الانهار الدولية .وفيما يتعلق بمياه حوض نهر الفرات ، فأن دول هذا الحوض وحتى العقد السابع من القرن السابق لم تشك من عجز في مواردها المائية ، غير أن التطور الذي حصل في بلدان الحوض وعلى وجه الخصوص في المجالات الزراعية والصناعية والتوسع فيها بفعل النمو السكاني ، جعل من مسألة أعادة تقسيم المياه واستغلالها وفقا لقواعد القانون الدولي أهمية خاصة وأن التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده دول حوض الفرات وما يتطلبه ذلك من حاجة متزايدة للمياه من جهة ، ومحدودية مياه الحوض من جهة أخرى ، خلق نوعاً من المنافسة غير الموجهة للاستفادة من مياه النهر المذكور وذلك بأقامة السدود والخزانات ومشاريع الري العملاقة لتوسيع رقعة الاراضي الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية.

الكلمات الدلالية

الصراع على مياه الانهار، احواض الانهار