You are currently viewing القيادة الادارية الاخلاقية(4):

القيادة الادارية الاخلاقية(4):

القيادة الادارية الاخلاقية(4):
بقلـــــم ا.د.حمزة محمود شمخي


مقالاتنا الثلاث السابقة حول القيادة الادارية الاخلاقية مهمة،وما اثير فيها ضمنا ان مقولة الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب كانت هي الدمغة التي ابتلى بها علماء الادارة وانتقدوها في محافلهم ودراساتهم العلمية ،حيث صعد سلم قيادة منظمات الاعمال مجموعة من الافراد لا يفقهون العمل الاداري المعاصر ونظريات القيادة الادارية واهميتها ومتغيراتها وفن ممارستها،ولذلك عشنا في بعض منظمات الاعمال خصوصا الاكاديمية منها بقادة اداريين ذوي تاريخ متعب ،مارسوا قيادتهم الادارية ضعفا وعدم الادراك لنتائج تلك الممارسة،وطغى على عملهم الاداري الظلم والتحايل والتزوير والتكذيب والاستهداف الشخصي لمرؤوسيهم،وبالذات لمن هم اجل منهم تاريخا ورتبة ومن اكرمهم الله تفوقا عليهم بحسن الخلق ورصانة العلم وغيرها من الصفات الحسنة،بل كان جل اهتمامهم قيادة المنظمة لتحقيق المنفعة الشخصية،ولتغطية فشلهم يعلنون دائما ارتباطهم بعلاقات مع بعض مصادر القرار،لايهام الاخرين انهم يتمتعون بقوة وسطوة تضمن لهم ديمومة المكان الذي وضعوا فيه خطأ،والغرض من ذلك استمرار حصولهم على الرضا  الكاذب من المرؤوسين .
ناقشنا في المقالات السابقة جوهر القيادة الاخلاقية والتي تعد احد اهم نماذهج القيادة الادارية التي نضجها الفكر الاداري المعاصر،واحيط استخدامها بالرضا من قبل مدراء منظمات الاعمال وضمنت لتلك المنظمات الديمومة والتنافسية والرقي.هذا النموذج القيادي يحتاج الى العقل والابداع في العمل،والرصانة في ادارة المنظمة.
فالعمل والإبداع(مصدر للقوة التنافسية داخل المنظمات،ويکمن الإبداع في القوة الإبداعية للمرؤوسين.فالإبداع هو المحرك الذي يدفع منظمات الاعمال إلى داخل أسواق المنافسة)مما يضمن ديمومتها ورقيها وتطورها عبر الزمن.
ان فلسفة ومنهج وتوجه القيادة الاخلاقية يرتكز بشكل تام على خدمة المرؤوسين في المنظمة، لذلك فإن أحد متطلبات القيادة الأخلاقية(هو روح الخدمة)،خدمة القائد الاداري لمنظمته والسعي لضمان ديمومتها ورقيها وبعدها التنافسي بين المنظمات التي تعمل في محيطها.
وروح الخدمة هذه(لا تنكر بأي شكل من الأشكال الدوافع والمبادرات الفردية،كما أنها لا تعيق الإبداع الفردي)الذي يتمتع به المرؤوسين في المنظمة.
 إن جوهر القيادة الاخلاقية اساسه العمل( على إطلاق القدرات الكامنة) لدى المرؤوسين في المنظمة( ليضمن خير وسعادة الجميع).
لقد ابتلت الإنسانية في الوقت الحاضر بمتغيرات جوهرية سببت ارباكا في القيم الاجتماعية والسلوكية لمحيط الاعمال انعكس بتاثيره المباشر على ادارة المنظمة، مما عزز الافتقار إلى روح وجوهر القيادة الاخلاقة في جميع منظمات المجتمع الإنساني.ذلك الافتقار( يظهر بوضوح من خلال الكشف المستمر عن التصرفات غير الأخلاقية للكثير من القادة الاداريين على جميع مستويات المجتمع في أنحاء العالم).تلك التصرفات أثرت على كل مجالات السعي الإنساني ( بدءا بالعائلة وانتهاء بأعلى درجات السلطة).
ان الافراد بشكل عام والمرؤوسين في منظمات الاعمال لديهم طاقات ابداعية هائلة ، ومهمة القائد الاخلاقي هو السعي لاستخدام تلك الطاقات الخلاقـــة وتفجيرها من اجل المنظمة التي تحمل مسؤولية قيادتها. ومن هنا اصبحت ادارة منظمة الاعمال بحاجة ملحة الى مبدعين واصحاب نزاهة وعقول، تتوافر فيهم الصفات الاخلاقية ومهارات قيادية اخلاقية لمشاركة القائد في مهمته مثل رؤساء الاقسام الادارية للهيكل التنظيمي للمنظمة اكثر من ان يكونوا (مجرد ممارسيــن للسلطة الرسميــة).
اذا القيادة الاخلاقة او الخلاقة تتطلب عقلا راشدا في ادارة المرؤوسين وتحقيق اهداف المنظمة من خلال ادراك القائد ومساعديه لبدائل العمل والابداع.
وفي سورة الزمر المباركة،وضح الله سبحانه وتعالى اصحاب العقول بقوله
(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)الاية18.
 هذا الوصف الرباني لأصحاب العقول بانهم أولي الألباب ،لكونهم(يستقبلون القول والآراء والأفكار، فإن عقلهم يرشدهم إلى إتباع الأحسن والأفضل) وأولئك هم أصحاب العقول السليمة البعيدة عن ظلم الاخرين.وهذا الوصف هو جوهر المفاضلة بين البدائل المتاحة في نظرية اتخاذ القرارات الادارية.
يقول رئيس وزراء الامارات (إن العالم المقبل عالم مثير ستكون الريادة فيه لمن يملك البدائل المناسبة والمرونة والإبداع والأفكار الخلاقة والاستعداد السريع للتأقلم مع التغيير)وهذا هو جوهر القيادة الاخلاقية المدركة لمستقبل المنظمة ومرؤوسيها. على القائد تنفيذ هذا المثلث في مسيرته القيادية
(حدد هدفك، تذكر قيمك ومبادئك ،صمم على رؤيتك المستقبلية ولا تحيد عنها).
انهي المقال بخاطرة :
(القيم التي لا تمنعك من ظلم الاخرين تحتاج الى مراجعة مع الذات لتقييم مدى ايمانك بها وهل توجه سلوكك الفعلي،عندها تقرر من الذي يحتاح الى تقويم قيمك ام سلوكك؟)