صيانة الموارد البشرية العربية ومخاطر التفوق المعلوماتي التقني الغربي

احمد عبد الرزاق

المجلة العراقية للعلوم الادارية
2001, المجلد 1, العدد 2, الصفحات 114-142

الخلاصة

تتعرض الموارد البشرية العربية ومنذ انفتاح العرب على الغرب ابان الحملة الفرنسية على مصر عام ۱۷۹۸ م الى الوان متعددة من أساليب القهر والتشريد ، نظرا لما عرف عن المورد البشري العربي من حبه لوطنه والتفاني من اجل حمايته وتوفير الأمن والأمان والعيش الرغيد لابناء مجتمعه الذي تربطه بهم معان وقيم صميمية. فالانسان العربي عرف بالشهامة والرجولة وحب الايثار والتضحية ونكران الذات في المواقف الصعبة التي تتطلب ذلك . وكانت المبادئ الإسلامية السمحاء قد اضفت عليه فيضا من القواعد والضوابط التي قومت من سلوكه وشذبته من عوامل التخلف ، فكانت نتيجة ذلك ان دانت له الدنيا بأسرها وتمكن من بناء حضارته التي لا تضاهيها حضارة على مر الدهور والازمان . ولقد فتحت هذه الحضارة ابوابها لكل من أراد أن يعتنق مبادءها وينهل من معينهاان احدث سلاح تستخدمه الدول الاستعمارية اليوم لابعاد المورد البشري العربي عن رسالته السامية اتجاه امته وتهميش دوره بالبناء والتقدم ، هو الثورة المعلوماتية وتقنياتها المختلفة فلقد تمكنت تلك الدول من احتكار المعلومة ووسائل الاعلام لتصدير مخططاتها الرامية الى توحيد اقتصادات العالم (العولمة) ومنها الاقتصاد العربي وجعلها تحت ادارتها وسيطرتها لخدمة مصالحها التوسعية . ولما كانت الاقتصادات الوطنية هي المصدر الاساس في تشكيل منافذ العمل لمواردها البشرية وهي الاساس الذي يوفر القاعدة المادية لنهضة مجتمعاتها وشعوبها ، ولذلك وطبقا لابعاد العولمة . سيكون التحكم في تشغيل الموارد البشرية العربية خاضعا لقرارات الدول الغربية ، وفي ذلك .جملة من المخاطر تهدف بمجموعها إلى تهديد الواقع والمستقبل العربي على كافة المستويات . وبناء على ذلك ، فهذا البحث بمثابة دعوة لاقطارنا العربية ومنظماتها العامة لان تأخذ دورها المطلوب باتجاه صيانة ورعاية وتطوير مواردها البشرية التي هي سر نهضتها وتقدمها من الاخطار الناجمة عن التفوق المعلوماتي الغربي الموجه ، والعمل على بناء ادارة الموارد البشرية التي ترتقي إلى مستوى التحدي والمنافسة المطلوبة . ومن جانب آخر ، يقترح البحث عددا من السبل المواجهة هذا التحدي، ويضع الخطوط العريضة لنموذج برنامج صيانة للموارد البشرية يمكن تبنيه من قبل منظماتنا العربية مع ضرورة الأخذ بنظر الاعتبار الامكانات والظروف البيئية المحيطة بها عند استخدام هذا النموذج.

الكلمات الدلالية

الموارد البشرية، التفوق المعلوماتي