* المقالة الأولى
” الادارة وسيكولوجية التفائل والتشاؤم “
ا.د.حمزة محمود شمخي
من المؤكد ان جائحة كورونا قد غيرت من السلوك العام للمجتمعات بعد ان فرضت عليها الحجر المنزلي وخلقت نوعا من التباعد الاجتماعي فيما بين طبقات المجتمع وسببت هلعا وخوفا شديدا وحالة (الفوبيا الجمعية) لسكان الكرة الأرضية ومثل هذه المتغيرات لها تاثيرها المباشر على سلوك العاملين في منظمات الاعمال.
لقد اصبحت(كورونا)أسوء حدث يمر بالعالم بعد الحرب العالمية الثانية والتي غيرت مسار المجتمع الدولي والسبب في ذلك لاننا نعيش المجهول ،وهذا المجهول في حالة(الأوبئة يصبح أكثر سوداوية كلما اقترب الوباء من دائرة الفرد).حيث ينصب جل تفكيره على شخصه اذ من الممكن ان يكون هو ضحية الوباء القادمة او احد افراد عائلته. اما في حالة المرض العضوي يتحدد خوف الفرد على نفسه فحسب،وتشير المراجع السلوكية انه كلما (انتشر وباء عالمي أدى ذلك إلى هيمنة مشاعر قوية ودائمة من الشبهة والخوف التي تؤدي بدورها إلى تطوير سلوكيات مختلفة كليا عن المألوف وأحيانا متطرفة، تجعل الافراد عموما أكثر عدوانية وأقل استعداد)للتفائل واكثر ميلا للتشاؤم سلوكيا.
يشكل التفائل والتشاؤم محورين للقادة الادارين وكلا المفهومين ذكرا في القران الكريم في اكثر من سورة مباركة فالقران الكريم كتاب(للتفاؤل والحيوية والإيجابية وهو الذي يبعث الناس على العمل وعلى أن ينظروا للحياة نظرة رائعة)وما أعظم ما قرات في سورة الطلاق بآياتها الاثني عشر ( لا تدري لعل الله يحدث بعد َذلك أمرا )،(ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا)، (لا يكلف الله نفسا الا ما إتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) وهذه الاجزاء من الايات المباركة مليئة بالتفائل المتوقع وفتح آفاق الامل لكل(مهموم ومغموم)ومن جعلها شعاره عاش متفائلا وراضيا.
ان اجمل ما قيل عن التفائل هو(لا تثقل يومك بهموم غدك فقد لا تأتي هموم غدك وتكون قد انحرمت سرور يومك)
والاسعد في الحياة هو من ربى نفسه(على الرضا بالأقدار، والنظر للحياة من زاوية الأمل، والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق).
ان التفاؤل Optimism(نزعة واسعة الانتشار لدى البشر،الذي هو تحيز ايجابي في نظرتهم للحياة وتقييم انفسهم) وينظر للتفاؤل بأنه(استعداد شخصي لدى الفرد يجعله يدرك الأشياء من حوله بطريقة إيجابية ومن ثم يكون توجهه إيجابياً نحو ذاته وحاضره ومستقبله).
أما التشاؤم Pessimism فهو عكس ذلك تماماً، حيث إنه(استعداد شخصي لدى الفرد يجعله يدرك الأشياء من حوله بطريقة سلبية ومن ثم يكون توجهه سلبياً نحو ذاته وحاضره ومستقبله).وهو (يرتبط بالنظرة الدونية إلى الذات وعدم القدرة على التفاعل وحل المشكلات،كما يرتبط باليأس والانهزاميةض والتعاسة والشقاء).
وفي الحقيقة يصعب تصور سمة غيبية أو مقدسة وراء ما يدعو إلى التفائل او التشاؤم ، فكلاهما طبع بشري ، تجسده النظرة الايجابية او تضمنه تفاقم المعاناة المعاشية وسط ظروف قاسية.
ويلجأ كثير من الباحثين في تفسير مفهومي التفاؤل والتشاؤم عن طريق النظر إلى الكأس عندما يكون نصفه مملوءاً بالماء والنصف الآخر فارغاً.وقد شكل هذا التحديد لغزا ذو حكمة تقليدية وفق رؤيانا للكأس ان كان نصفه مملوء بالماء او نصفه فارغ اي بين التفائل والتشاؤم. وبالتالي فالمتشائمون عرضة للفشل وعدم التحرر من السيطرة الداخلية. وتشير الدراسات أيضاً إلى أن التفاؤل والتشاؤم لهما علاقة مباشرة بالوراثة والتربية والثقافة والحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد) وخلاصة القول(إن السلبية تعرقل متابعة النجاح) تجنب المتشائمين وتعرف على المتفائلين،
وهذا الخوف ينشا التشاؤم ويسبب الهلع ويبعدنا كثيرا عن التفائل.
ان الجائحة قد دمرت سلوكيات الافراد وهي مستمرة في ذلك،وخلقت حالة من الرعب وعدم الانضباط النفسي والتباعد الاجتماعي والأهم ظاهرة الخوف والرعب وسوف تنعكس على سلوكيات العمل وقدرات القادة الاداريين وهياكل التنظيم لمنظمات الاعمال والمجتمع وسوف نشاهد بقع سوداوية في مسيرة الاعمال مع تزايد اعداد العاطلين عن العمل،يساعد في ذلك اقتصاد مدمر وراكد في كل مفاصله الفرعية.
عند انتهاء الحجر المنزلي سوف نكون امام ممارسة ادارية مضطربة،من خلالها(يدير)القائد الاداري مجموعتين من المرؤوسين متفائلين ومتشائمين وهم المجموعة الاخطر في هيكل التنظيم.
والسؤال كيف سيتعامل المدراء في منظماتهم مع هذين الصنفين من العاملين وماهو انعكاس ذلك على سلوكيات المدراء انفسهم؟
ان تعامل القائد المدير مع المتفائلين سوف يمتعه بشخصية جذابة ويضمن له ولمنظمته النجاح،عكس تعامله مع المتشائمين،والذين انكسرت سلوكيتهم ،سوف تسود رؤيته الضبابية وسوف يضطر ان ينظر دائما تحت قدمه.
القائد المبدع هو من يوازن بين ثقافة القيادة والمزاج العام لاتباعه.
هناك مقولة رائعة (تظهر لنا القراءة الممتعة للتاريخ أنه لم يستطع رجل أن ينجح في القيادة دون أن يقنع أتباعه بأنه قد وضعهم في المقام الأول و قبل كل شيء).
* المقالة الثانية
” الجائحة واستراتيجية مناعة القطيع “
ا.د.حمزة محمود شمخي
من الامور التي نتناولها عند دراسة الاسواق المالية وسلوك المستثمرين فيها هو مصطلح (سلوك القطيع) ومضمونه العلمي هو سلوك يتخلي فيه المستثمر عن قراره لصالح قرارات مجموعة من المستثمرين،ويعرف انه(مجموعة من المستثمرين تتعامل في نفس الاتجاه خلال فترة زمنية معينة). وسلوك القطيع (Herd behavior) يدخل ضمن ما يعرف بعمليات(التعلم الاجتماعي Social Learning ويتمثل في المواقف التي يتعلم فيها الأفراد من خلال ملاحظة تصرفات الآخرين).
لقد استوعبنا سلوك القطيع من خلال نظرية في المالية السلوكية تحدد توجهات المستثمرين في سوق الاوراق المالية.
وقد تناولت الدراسات هذا المضمون في أسواق المال تحت أكثر من مصطلح اكثرها استخداما هو، إتبع القائد Follow-the-leader ،لكن المصطلح الأكثر استخداماً والذي تندرج تحته مختلف الدراسات هو سلوك القطيع،او اتبع القطيع.
فسوق الاوراق المالية يتجلى فيه هذا السلوك بصورة واضحة خصوصا عند هبوط الأسعار أو انهيارها فيتجه المستثمر مقلدا مجموعة من المستثمرين للتخلص مما يملكه من اوراق مالية خوفا من الخسارة او العكس في ذلك عندما تتجه السوق نحو الصعود وهو ما يسمى ببيع او شراء القطيع.
وهذا التوجه غير المدروس من المستثمر نحو تنفيذ عمليات البيع او الشراء الخارجة عن الرشد والعقلانية في الاستثمار هي جزء من(نظرية القطيع)التي استغلها(هوامير) الاسواق لاستغلال بسطاء المستثمرين.
وعندما ظهرت جائحة كورونا ظهرت استراتيجيتان للمواجه متناقضتين الاولى تعرف(تسطيح المنحنى)Curve Flattening او ما تسمى بالعزل الصحي والتباعد الاجتماعي،والثانية مناعة القطيع Herd immunity او المناعة بالعدوى Immune Infection كاستيراتيجية لمواجهة الفايروس،ومضمونها (ترك الأمور على حالها قبل انتشار الفيروس ليصاب أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالعدوى،فيتكون لدى أغلبهم مناعة ضد المرض) وقد استخدم هذه المصطلح منذ شهر اذار من قبل الحكومة البريطانية بعد الخطاب المرعب الذي القاه رئيس الوزراء البريطاني والذي اعلن فيه (يتعين على العائلات الاستعداد لفقد أحبائها باكرا)وقد أثار هذا الخطاب المشاعر الانسانية ونوع من الهيستيريا الجمعية خصوصا من الدول التي تعتقد ان أمنها الصحي والبنى التحتية فيها لايمكن ان تصل الى ما تملكة بريطانيا اضافة الى القسوة بعدم الاهتمام بكرامة الحياة وقبول من يتوفى بسبب الفايروس برحابة صدر.
ورغم ان المصطلح إشيع استخدامه حديثا الا انه قديم اذ استخدم عام 1923 ( وذلك عندما لوحظ أنه بعد تلقيح عدد كبير من الأطفال كمناعة ضد الحصبة، فإن عدد الإصابات الجديدة قد انخفض مؤقتا).
واستراتيجية مناعة القطيع هي إسلوب الحماية غير المباشرة من مرض معد،وتعني ببساطة(عدم اتخاذ أي اجراءات صارمة تجاه تفشي الفيروس، وأن تسير الحياة بشكل طبيعي، بحيث يصاب أكبر عدد من أفراد المجتمع من الفيروس، حتى يكتسب الجهاز المناعي مناعة طبيعية).وكانت عدة دول قررت الابتعاد عن الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي معتمدة على استراتيحية مناعة القطيع،الا انها تراجعت عن ذلك بعد فشل هذه الاستراتيجية وتزايد عدد الوفيات بسبب كورونا.
وعندما ابتعدت بريطانيا عن هذه الاستراتيجية مع تزايد عدد الوفيات فيها، سحب(القطيع)قمة الهرم التنفيذي في بريطانيا وأودعه في أحضان كورونا ولا زال في أحضانها بدون مقاومة.
لقد أكد الصينيون وهم بؤرة الجائحة ان هذه الاستراتيجية لا قيمة لها في اي معالجة ولن تنجح، (نظرا لأن المرض معدٍ للغاية). وتشير المراجع الصحية انه لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أنه إذا ما أصيب شخص بفيروس كورونا، فإنه لن يصاب به مرة أخرى.
ومثل(قطيع)الاسواق الذي سبب خسائر هالة للمستثمرين ،فان(قطيع) كورونا سبب وفاة عشرات الالاف من البشر حتى الان.
لقد نجحت خلية الازمة في العراق بمنازلة الجائحة باعتماد(تسطيح المنحنى)من خلال الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي وتعطيل المدارس والجامعات وعزل الشوارع كاسلوب لمواجهتها،اضافة الى تعزيز شعار (خليك بالبيت)والذي روج بشكل سليم مما قلل معدل إنتشار الفايروس بين السكان.
اخيرا ولاننا أكثر الشعوب ثقافة فان توقعاتنا تؤكد ان الحياة ما بعد الجائحة هي غير الحياة ما قبلها،ولذلك لا ندري ما الذي سينتهي وماالذي سيحصل ،وماالذي سيقبل وما الذي سيرفض ،وماهي العادات التي ستزول وماهي التي ستنتشر ،كل ذلك لان كورونا اصابت الانسانية.
لننتظر ونرى.
* المقالة الثالثة
” توقعات ما بعد الجائحة “
ا.د.حمزة محمود شمخي
في مقالتي السابقة(الجائحة واستراتيجية مناعة القطيع )التي تم نشرها يوم 4/12 والتي أثارت الكثير من الاطراء والاهتمام ،كنت قد ختمتها برائ مفاده :
ان الحياة ما بعد الجائحة هي غير الحياة ما قبلها،ولذلك لا ندري ما الذي سينتهي وماالذي سيحصل،وماالذي سيقبل وما الذي سيرفض ،وماهي العادات التي ستزول وماهي التي ستنتشر،كل ذلك لان كورونا أصابت الأنسانية،من خلال إصابتها النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المنظمة للحياة في العالم. وضمن توقعاتنا لما سوف يحصل من خلال قراءة ومتابعة ما ينشر وليس تنبؤات او توقعات وهمية دون دليل
لان ماهو مؤكد( لاشئ سيكون كما كان من قبل) سواء كنا متشائمين الى حد الياس او متفائلين الى حد الادعاء بان الامور ستكون وردية.
ان الازمة التي طوقت العالم تعد نادرة و(غير مسبوقة لانها المرة الاولى التي تخاف البشرية كلها من الشيئ نفسه)بل تجاوزت تاثيراتها حدود سقوط جدار برلين وانهيار بنك ليمان براذرز الشهير،فقد دخل العالم في ركود اقتصادي وإنهيار في أسواقه المالية بسبب كورونا،وخلال شهرين فقط لم يشهد التاريخ حدثا مماثلا له، ومثل هذا الحدث ستكون له انعكاسات خطرة ،وان استمرت الجائحة لفترة قادمة وهو متوقع،فان العالم ما بعد كورونا سوف يدخل في مرحلة صياغة نظام اقتصادي جديد،لان الجائحة ووباءها( لا يقف عند حدود ثنائيات الصحة والمرض، والحياة والموت، والوجود والعدم، وإنما تسرب بتداعياته الى باقي أنماط الاجتماع الإنساني).
تغيرات هائلة حصلت واحداث متعددة سوف تحصل سواء على مستوى الدولة الواحدة او الدول وأبرز حدث سيحصل هو زوال العولمة الاقتصادية التي تفائلنا منذ تسعينات القرن الماضي بقدرتها في زوال حواجز التجارة العالمية وجعل العالم قرية صغيرة وربطنا جوانب التنمية التي ننشدها بالعولمة والانفتاح ، فكل الشواهد تشير الى إن جائحة كورونا قد تكون القشة التي تقصم(ظهر بعير العولمة الاقتصادية) وبهذه الصورة المؤكدة فقد كشفت الجائحة عن مدى( هشاشة النظام المعولم، وقد تكون النتيجة تحولا في السياسة العالمية لمواكبة تحولات ومراجعات فكرية جديدة أو حتى مراعاة لصحة وسلامة المواطنين التي أصبحت على المحك بسبب العولمة).
لقد حدد البعض رؤاهم في مستقبل العولمة واحتمالية زوالها من خلال قواعدها التي ارتكزت عليها وهي:
-العالم لم يعد قرية صغيرة.
-الحدود لم تعد مفتوحة بل أغلقت تماما حتى بين الدول المشكلة للتكتلات الاقليمية.
-التضامن الأوروبي بات مجرد وهم لا وجود له في الحقيقة.
-إن عمودي العولمة الاقتصادية، وهما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لم يقدما أي مساعدة ضخمة للدول في هذه الظروف الدولية الصعبة.
وهنا تدخل الصين لتلعب دور الزعيم العالمي الجديد من خلال مساعداتها التي شملت دول العالم التي اجتاحتها الجائحة حتى تلك التي كانت تناصبها العداء الفكري رغم انها لم تنتهي بعد من مخاطر الجائحة بشكل تام.
ان متغيرات الجائحة الهائلة على مستوى الانسانية قد اعطت للدول من خلال اعتمادها على(مناعة المنحى) اي اعتماد الحجر الصحي وغلق حدود المدن داخل الدولة الواحدة وضمان التباعد الاجتماعي ومبررات فرض القيود على التجارة العالمية وحركة الأشخاص والبضائع حق التقييم السيء لذلك النظام الاقتصادي،فقد(إهتز العالم واغلقت الاجواء والحدود في شهر سريالي لم نتخيله في زمن العولمة التي فشلت في اعتبار إنه لاحدود مغلقة بين الدول وان العالم بات قرية صغيرة) ومثل هذه المتغيرات قد سببت ركودا في الاقتصاد العالمي خلال هذه الفترة القصيرة (وأدركت شركات مختلفة فجأة، مخاطر الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية المعقدة)،وسيظهر شكل جديد للعولمة،(عولمة تعتمد على التعاون والشراكة وليست عولمة الهيمنة).
ويحلل البعض مسارات ما سوف يحصل وفقا لقرائاته من ان هناك تعفير لعوامل العولمة،اولا( العولمة الرقمية فستخرج من الوباء وهي أقوى) ثانيا(العولمة المالية فستظل)في وضعها المنهار ثالثا(عولمة المنتجات وتنقل الحاويات ستستمر ولكن بطريقة محدودة قليلا) لأن الدول لا تريد بعد الآن أن تعتمد على منتجات معينة ولا على مصدر واحد للامداد،رابعا(عولمة البشر،فستكبح بشكل دائم).
سوف تدفع الجائحة(الحكومات والشركات للتكيف على فترات طويلة من الاكتفاء الداخلي والعزلة الاقتصادية) لان العولمة خلقت نظاما معقدا من التشابك الانتاجي وسلاسل التوريد بين الدول(وأصبحت أجزاء منتج واحد تصنع في عشرات البلدان بشكل مشترك)وسوف لن يسمح باستمرار ذلك.
سوف تنتهي كورونا مبشرة بنظام يتغير بموجبه العالم وفق تحليل الكثير من المهتمين ،ويسير بقوة بقيادة( امريكا والصين كقطبين ،كل ذلك يتم بعد اعلان حرب عالمية ثالثة)متوقعة تنتهي بمفاوضات يتم من خلالها ظهور نظام اقتصادي جديد لصالح الانسانية معولم يعزل العولمة التقليدية(التي تتمحور حول الولايات المتحدة) ويتمحور(حول عولمة الصين) ان اقتنع القطبان باستمرار العولمة.
