الأزمات المالية في الألفية الثالثة وآثارها على أداء القطاع السياحي العالمي

الأزمات المالية في الألفية الثالثة وآثارها على أداء القطاع السياحي العالمي

م.د سلطان جاسم النصراوي

المجلة العراقية للعلوم الادارية
2019, المجلد 15, العدد 60, الصفحات 295-323

الخلاصة

شهد الاقتصاد العالمي على مدى العقد الماضي اضطرابات اقتصادية حادة تمثلت بالأزمة المالية العالمية (أزمة الرهن العقاري) التي ابتدأت مع نهاية عام 2007 منطلقة من الولايات المتحدة الامريكية لتنتقل اثارها الى اغلب دول العالم، وأصيب الاقتصاد العالمي بضعف كبير، وما لبث ان يتعافى الاقتصاد العالمي من كبوته حتى سقط مرة أخرى في ازمة قوية هزت اركان الاتحاد الأوربي وكادت ان تؤدي به الى الانهيار والتفكك. وقد انعكست هذه الأزمات على مجمل نشاطات وقطاعات الاقتصاد، فتراجعت معدلات النمو الاقتصادي، وارتفعت معدلات البطالة، وشهدت اسواق المال تقلبات عنيفة في مؤشراتها، وهربت رؤوس الأموال، وانخفض حجم الاستثمارات، وتباطأت حركة التجارة العالمية، وسقط الاقتصاد العالمي في ركود عميق وممتد.وقد تأثر القطاع السياحي والذي يُعد من أسرع القطاعات نمواً ومحركاً ديناميكياً للتنمية والنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل ومصدراً من مصادر توفير النقد الاجنبي من جراء تداعيات تلك الازمات، فانخفضت الإيرادات الأجنبية وتراجعت فرص العمل وانخفض اعداد السياح، الا ان سرعان ما تعافى هذا القطاع من تداعيات هذه الازمات. ليثبت القطاع السياحي سرعة تأثره بالأزمات الاقتصادية، بالمقابل يتضح إن للسياحة قدرة فائقة على مجابهة تلك التقلبات والسرعة في التعافي من تلك المخاطر.