You are currently viewing مؤشر التنمية البشرية وموقع العراق منه:

مؤشر التنمية البشرية وموقع العراق منه:

بـقـلـــــم ا.د.حمزة محمود شمخي


تعد التنمية البشرية احد اهم اركان الفكر الاداري المعاصر واهتماماته بسبب ارتباطها المباشر بالعنصر الانساني وسعيها لتطوير قدراته الفكرية والصحية والتعليمية وخلق بيئة عيش يتمتع من خلالها بالرفاهية الاجتماعية والاقتصادية من اجل ضمان رقيه وارتقاءه داخل بيئته وتوفير العمل المناسب الذي يضمن له عيشا كريما متمتعا بموارد اقتصاده .
وتشير الكثير من الدراسات الى ان سبب اهتمام الامم المتحدة بالتنمية البشرية ،جاء بعد ازدياد ظاهرة الفقر والجوع وتزايد الطبقات الهشة في التركيب السكاني وتدني مستويات الصحة والتعليم في كثير من دول العالم الثالث،والتي ظهرت في ثمانينات القرن الماضي،رغم تمتع اقتصاديات بعض تلك الدول بنمو اقتصادي ،الا ان ذلك النمو كان محدودا ولم يتناسب مع الواقع الاجتماعي والمعيشي لتك الدول،بل زادها تدهورا وتفاقمت لديهم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية، بشكل يصعب معالجتها
ويبدو ان هذه الحقيقة قد حفزت قناعة خبراء الامم المتحدة الى تاكيد(أن الإنسان هو الذي ينبغي أن يكون في صلب اهتمامات الاقتصاد ومحورا لعملية التنمية).
وعلى وفق هذه القناعة الأممية استقر التاكيد على ان التنمية البشرية وفق رؤى المنظمة الاممية هي الانسب لتحقيق الاهداف الانسانية والاجتماعية والاقتصادية ،ولذلك تم اعتماد مؤشر التنمية البشرية لغرض تحديد مستوى رفاهية الشعوب وتطلعها نحو حياة اجتماعية ومعيشية سليمة.
 ووفق هذه الرؤى فان مؤشر التنمية البشرية( Human Development Index)‏ للأمم المتحدة(يشير إلى مستوى رفاهية الشعوب في العالم)وهو ما يقوم به برنامج التطوير للأمم المتحدة (UNDP) بغرض تنمية الدول وتحسين أوضاع المواطنين فيها.
وهذا يعني ان مؤشر التنمية البشريةهو (المؤشر المسؤول عن قياس مستوى الرفاهية عند الشعوب في العالم)ويهدف قياس التنمية البشرية لتاشير(الواقع الإنساني بشكل أفضل،وتحسين الوضع المعيشي لكل المواطنين في كل مكان بصرف النظر عن الفروق والاختلافات في الجنس أو اللون أو الدين أو العرق).
لقد جاء في مقدمة أول تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول التنمية البشرية تاكيد من ان (نمو الناتج المحلي الإجمالي ضروريا من أجل بلوغ جميع الأهداف الإنسانية)ولكن الاكثر اهمية(هو تحليل الكيفية التي يترجم بها ذلك النمو إلى تنمية بشرية في المجتمعات).
ولذلك سعت الامم المتحدة وبتوجيه منها الى اعتماد مؤشر للتنمية البشرية عام 1990تم ابتكاره من قبل عالم الاقتصاد الباكستاني Mhbub Ul Hag وساعده في ذلك عالم الاقتصاد الهندي Amartya Sen’s الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد.
لقد تم بناء المؤشر وفقا لثلاثة معطيات او ثلاث مجموعات من البيانات، ولهذا السبب يوصف بأنه مؤشر مركب.وتتمثل هذه البيانات في ما يلي:
1-متوسط العمر المتوقع عند الولادة:واهمية هذا المتغير انه(يعطي فكرة عن مدى حصول سكان كل بلد على الخدمات الصحية وعن وضعيتهم الصحية بشكل عام).
2-متوسط سنوات الدراسة المتوقع:مع الأخذ بعين الاعتبار معدل محو أمية الكبار ومستوى التعليم التي تم الحصول عليها، أي التعليم الابتدائي والثانوي والعالي.واهمية هذا المتغير ان يكون مؤشرا على (مدى حصول السكان على المعرفة،وبالتالي توفر خيارات أفضل أمامهم في حياتهم).
3- القدرة الشرائية للفرد،محددة بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي (GDP):وتحسب هذه القيمة(بالدولار الأميركي على أساس تعادل القوة الشرائية، مما يجعل إحصائيات الدخل في كل البلدان متجانسة وقابلة للمقارنة على المستوى الدولي)وكذلك لقياس أثر السياسات الاقتصادية على مقدار دخل الفرد.
وتقع البلدان في أربع فئات على أساس مؤشر التنمية البشرية،حيث يسجل بلد ما أعلى مؤشر تنمية عندما يكون العمر أعلى،ومستوى التعليم أعلى،ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أعلى،وبذلك تسجل درجات التنمية وفق ما تحصل عليه الدولة،وكما يلي:
تنمية عالية جدا،الدرجة ً(0.800-1.000)
تنمية عالية (0.700-0.799)
تنمية متوسطة (0.550-0.699)
تنمية منخفضة(0.350-0.549)
وبمتابعة تقرير مؤشر التنمية البشرية لسنة 2020، الشامل ل(189)دولة استمرت النرويج وايسلاندا في المرتبة الاولى والثانية،اما الدول العربية فقد قسمت الى اربع مستويات وهي:
تنمية بشرية عالية جدا:
الامارات المرتبةالاولى عربيا و30عالميا،السعودية 40،البحرين 42،قطر 45،عمان 60،الكويت 64.
تنمية بشرية عالية:
الجزائر91،لبنان92،تونس95،الاردن102،ليبيا105
فلسطين 115،مصر126.
تنمية بشرية متوسطة:
المغرب121،العراق123،سوريا151،جزرالقمر 156
تنمية بشرية منخفصة:
موريتانيا 157،جيبوتي166،السودان167
وكما يلاحظ ان العراق احتل المرتبة14عربيا و123 عالميا، بعد أن احتل المرتبة 120 في نفس التقرير لسنة 2019.حيث انخفض مؤشر التنمية البشرية من 0.689 سنة 2019 إلى 0.674 سنة 2020.
مما يعني ان العراق لازال بعيدا عن الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية المطلوبة.