حركة اسعار الاوراق المالية بين سوق الدب وسوق الثور:
ا.د.حمزة محمود شمخي

من أهم التحليلات التي يجب ان يقوم بها المستثمر في سوق الاوراق المالية هو التحليل الفني Technical Analysisالذي يحلل حركة اسعار الاوراق المالية(افي الاسواق المالية وحركة اتجاهها خلال الزمن ،فحركة اسعارها تتغير في السوق وفق مفهوم اقتصادي يمثل الاتجاه العام لها من خلال حركتين متتاليتين الاولى تسمى بسوق الثور Bullish Market او السوق الصعودي وهي اتجاه حركة الاسعار نحو الارتفاع والثانية حركة معاكسة تتجه بها الاسعار نحو الهبوط تسمى بسوق الدب Bearlish Market او السوق النزولي،وعلى اساس هاتين الحركتين حدد ما يعرف بسوق(التفاؤل) وهوحالة تشبع السوق بالشراء والسوق الثانية هي سوق(التشاؤم) ويضمن حالة تشبع بالبيع ،وهاتين الحركتين يتغيران بميزان حدود العرض والطلب في السوق حيث (يعبر الثور Bull عن قوى الطلب، قوى الشراء التي تدفع الأسعار للارتفاع ويعبر الدب Bear عن قوى العرض ،قوى البيع التي تدفع الأسعار للانخفاض) فالثور هو رمز لسوق أسهم قوي،(يكون المتعاملين متفائلين وعلى ثقة من انتعاش السوق، وينعكس ذلك على أداء السوق الذي يتجه أعلى حيث ان نفسية المستثمرين البهيجة، تؤدي المتعاملين لشراء أكثر وأكثر،وقيادة السوق إلى أعلى)والعكس من ذلك سوق(الدب) حيث يكون المستثمرون متشائمين ونفسيتهم الانكسار والخسارة ومن هنا اطلقت التسمية على المستثمرين المتفائلين الذين يقودون السوق نحو الصعود بالثيران، بينما يلعب المتشائمون الذين يسحبون السوق نحو الهبوط دور الدببة.
ونسترسل القول ن الدببة والثيران.. اثنتان من (الثدييات الكبيرة المخيفة التي تعمل بمثابة اختصار للمزاج العام لسوق الأسهم في Wall Street وهي اشارة لأشهر وأقوى بورصة مالية في العالم، وتعرف أيضا ببورصة نيويورك حيث تمثل أحد معالم الرأسمالية الأميركية وقلب صناعة المال في أميركا والعالم. ارتبط اسمها أيضا بأحداث صنعت تاريخ اقتصاد العالم المعاصر).
ولكن كيف اكتسبت هذه الوحوش القوية مكانتها باعتبارها الاستعارات الافتراضية لمعنويات سوق الأسهم؟
تشير بعض النظريات ان اول تعويذة ظهرت قد ارتبطت بعمليات البيع أولاً ،اي سوق الدب.
وقد انتشر المصطلح بعد (فقاعة بحر الجنوب عام 1720 ومرة أخرى لاحقًا، بعد انهيار عام 1929 الذي قاد إلى الكساد الكبير).
وفضيحة بحر الجنوب هي واحدة من أقدم الأمثلة على هستيريا السوق التي تسببت في خلق فقاعة أسهم انهارت بشكل مذهل. واساسها قيام مجموعة من المحتالين البريطانيين برفع سعر شركة لم تحقق ربحًا مطلقًا وتسببت في انهيار مالي. وهذه(الفضيحة وتداعياتها أكثر تعقيدًا بكثير، ولكن هذا هو جوهرها، وقد كتب المؤرخون كثيرًا عن الحدث).

اما الثور ،فتشير تلك النظريات انه كان (استجابة للدب وسط جنون بحر الجنوب) ولذلك فقد شق طريقه ايضا إلى تقاليد Wall Street ويمكن أن يكون صورة مفيدة لتذكر ما يعنيه المصطلحان.
فالفكرة هي أن الدب يهاجم عن طريق تمرير قرونه لأسفل على فريسته (التمرير لأسفل يشير إلى انخفاض الأسهم). في حين يدفع الثور قرونه إلى أعلى لنطح من يقف طريقه (الاتجاه الصعودي يشير إلى ارتفاع الأسهم).
يشير الدب إلى أن الجميع تقريبًا يبيع، أما الثور فيشير إلى أن الجميع تقريبًا يشتري.
وبسبب ذلك اعتبرت الاسواق المالية ساحة صراع بين الدببة والثيران ينظمون العرض والطلب على الاوراق المالية بشكل عام والاسهم بشكل خاص وفق انتصار احدهم على الاخر،فإذا تفوقت الدببة كانت النتيجة انخفاض الاسعار وإذا انتصرت الثيران كانت النتيجة ارتفاع الاسعار.
والقاعدة الأكثر شيوعا في حركة الاسعار هي أن السوق يعتبر صعوديا إذا ارتفع بنسبة 20% من نقطة منخفضة محددة، ويعتبر هبوطيًا إذا تراجع بنسبة 20% من قمته وفق مؤشرات يعتمدها السوق.
ولنا القول هنا ان الاسواق المالية وحركتها وتغيرات الاسعار فيها انما تعود الى الدببة والثيران.
فالثيران هم المتداولون أو المستثمرون الذين يتداولون من أجل زيادة في سهم محدد أو أداة مالية مشتقة. يشترون الأوراق المالية بسبب ثقتهم في تحقيقها المزيد من النمو.
اما الدببة هم المتداولون الذين، على النقيض، يثقون في أن سعر الورقة المالية سينخفض، وأن السوق سينهار، لذا يبيعون تلك الأصول)
ان ميكانيكية سوق الثور وسوق الدب ،قد نظمت وفق قاعدة نظرية وضعها عالم المال المبدع (Charles Dow)قبل اكثر من 100 عام وهو من ابدع ايضا(التحليل الفني Technical Analysis)لحركة الاسعار ،وتعد نظريته من أفضل النظريات المالية حتى الان وسوف يظل مؤسسها يذكر طالما ظلت الاسواق المالية.
وتؤكد النظرية على وجود ثلاث اتجاهات سعرية في السوق هي الاتجاهات(الرئيسية)التي تستمر من سنة الى ثلاث سنوات متذبذبة في سوق صاعدة او نازلة ،ومن هذه الاتجاهات الاوسع نطاقا تواجه اتجاهات (ثانوية)وغالبا ما تكون اتجاهات تصحيحة داخل السوق الصاعد او النازل وتستمر من ثلاث اسابيع الى ثلاث اشهر،وهناك اتجاهات