أ.م.د هدى زوير مخلف
كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة كربلاء
يعد قطاع السياحة أكثر القطاعات الاقتصادية تضررا نتيجة لتفشي وباء كورونا الذي شكل تحديا كبيرا أمام الدول , وهناك بيان مشترك حول السياحة وفيروس كورونا المستجد صادر عن منظمة السياحة العالمية WTOومنظمة الصحة العالميةWHO , إن التعاون الدولي أمر حيوي لضمان قدرة القطاع على المساهمة بشكل فعال في احتواء فيروس كوفيد-19, واخذ التدابير الصحية لتقلص إلى أدنى حد من التأثير على السفر غير الضروري, وإن التوجهات التي اعتمدت لتطوير السياحة الالكترونية وخصوصا بما يدعى بالسياحة الافتراضية وكيفية تطبيقها ازدادت أهميتها في ظل هذا الوباء العالمي وان ما وفرته خدمات الانترنت من معطيات لا حصر لها، وتطوير استخدامها, فقد استفاد من التقدم العلمي والتكنولوجي, على وجه الخصوص التعليم ،والصحة والخدمات الالكترونية الأخرى اذ أصبحت أكثر تفعيلا مما أدى إلى اتساع نطاقها وتعدد جوانبها.
كما لا يمكن الإنكار بان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (IT) اجتاحت جميع مرافق الحياة العامة بما فيها السياحة في هذه الفترة.
ففي ظل تنامي وباء كورونا واستمرار فترة تطبيق حظر التجوال تتبلور لدينا مدى التأثير الذي يولده التوجه للسياحة الافتراضية وبمساعدة تكنولوجيا المعلومات المتطورة للخروج من الملل الذي أصبح يعاني منه اغلب سكان العالم إذ يصعب السفر والتنقل من بلد لأخر بسبب الوباء ,إذ أن «السياحة الافتراضية» على شبكة الانترنت تفتح الأبواب للتجول في مناطق عديدة من العالم بالصوت والصورة فتتمتع برؤية الأماكن السياحية الطبيعية أو الأثرية والدينية ويمكن زيارة الأماكن المقدسة خلال أوقات الزيارات المخصوصة (والتي تقدمها بعض القنوات التلفزيونية بشكلها البسيط كما كانت هناك تجربة للعتبات المقدسة على الهواتف المحمولة ثلاثية الأبعاد للتجول في أروقة العتبة ) والانتقال روحيا إلى أماكن مادية من دون السفر إليها بالشكل التقليدي إذ يمكن أن تنقل من موطن إقامتك إلى أماكن سياحية وأنت في منزلك أمام حاسوبك ، وذلك باستخدام أحدث التقنيات التي توصل لها العلم الحديث,وهو مايسمى بالواقع الافتراضي والذي يعتمد على مجموعة من التقنيات التكنولوجية .
وهناك أبحاث حول إمكانية إدخال حاستي الشم والتذوق للعالم التخيلي او الافتراضي ,أضف إلى ذلك تحقيق حاسة اللمس وكذلك بما يسمى بالصوت المجسم للواقع الافتراضي حيث يمكن سماع الأصوات القريبة والبعيدة التي تتلاشى تدريجيا ويكون ذلك من خلال نظم تكنولوجيا الواقع الافتراضي التي تخلق رؤية محيطية مجسمة فيها محاكاة للواقع ,ويمكن خلال الواقع الافتراضي تفعيل السياحة الافتراضية ومنها السياحة الدينية اذ يمكن خلق نفس الأجواء الروحانية للسياحة الدينية التي يشعر بها السائح الحقيقي من الرؤية واللمس الشم والصوت.
ومن ثم فالواقع الافتراضي الذي يعيشه الإنسان هو في عالم يصنع من خلال الحاسوب باستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة بحيث يمكن ان يتفاعل معه آنيا, وبما ان قطاع السياحة أكثر من أي نشاط اقتصادي آخر يعتمد على التواجد الاجتماعي، للتفاعل بين الناس.
لذا فان السياحة الافتراضية مفهوم جديد يدعم التفاعل الاجتماعي ويسهل الإحساس بالمشاركة من خلال الانترنت يمكن تحقيق دورين رئيسين، الأول يجعل الملايين من الأشخاص قادرين على الوصول إلى كميات هائلة من المعلومات والثاني يجعلهم قادرين على التواصل مع أي منطقة في العالم, وهذين الدورين مهمين لنجاح السياحة الافتراضية ولتجاوز هذه الأزمة العالمية في ظرف (حظر التجوال ) بسبب جائحة كورونا.
الا اننا نجد الواقع لا يحقق طموحاتنا الالكترونية لتجاوز هذه الازمة فالسياحة الافتراضية مازالت محدودة التطبيق في العراق مثلا اما لعدم توفرها او لضعف المعرفة والثقافة بهذا الجانب.