ا.م.د هدى زوير مخلف
كلية الإدارة والاقتصاد /جامعة كربلاء
تعد البطالة من اهم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية لما تشمل عليه من أبعاد متعدد، وقد برزت الى الساحة بشكل اكبر في ظل اجتياح فيروس كورونا المستجد.
فالبطالة بمفهومها العام تعني إن هناك جزء من السكان النشطين اقتصاديا أو من هم في سن العمل 15 سنة فما اكثر عاطلون عن العمل ويعد الشخص عاطلا عن العمل إذا لم يعمل وقد اتخذ خطوات فعليه للحصول على عمل ومستعد للعمل باجر او لحسابه الخاص او لا يسعى فعليا بسبب عدم توفر عمل.
و يصنف أي شخص لم يعمل لمدة ساعة واحدة علــى الأقل ،وكان يبحث عن عمل ضمن العاطلين عن العمل ، ويشكّل مجموع الأشخاص العاملين والعاطلين عن العمل فئة السكان النشطين إقتصادياً أو ما تسمى بالقوى العاملة .
ويرجع اهتمام الحكومات بهذه الفئة لانهم من يمثلون العمل النشيط وهي تظهر كأرقام في عمليات حصر البطالة والتعدادات الرسمية ومسوح القوى العاملة , و قد اعلن صندوق النقد الدولي في أيار 2018 ان اجمالي البطالة في العراق 22.6 بينما معدل بطالة الشباب لعمر 29-15 تبلغ اكثر من 40% من حجم البطالة، فيما احتلت قطر المرتبة الاولى في الاقل بطالة .
ويملك أفراد هذه الفئة(العاطلين) صلات عائلية تساعدهم على الحياة وتوفر لهم أحيانا فرص عمل عارضة في انتظار العمل الحكومي الذي يسعون وراءه وغالبية هذه الفئة من الشباب, وعادة ما ترتبط نسب البطاله او تكون قريبة من نسب الفقر في المجتمع. فان حظر التجول سبب فقدان الوظائف في القطاع الخاص اذ إن هذه السياسات كان لها اثر في امتصاص البطالة للعاملين لحسابهم الخاص في القطاع غير النظامي وهؤلاء لا يملكون التامين من البطالة .
فنلاحظ خلال مدة الحضر ارتفعت أعداد العاطلين عن العمل والتي أدت الى ازدياد الفقر والعوز وعدم تامين احتياجاتهم الضرورية.
وقد ارتفعت اعداد البطالة وازدادت طلبات الاعانه للبطالة في العديد من الدول نتيجة حضر التجوال ,ففي أمريكا وحدها فان البطالة يتوقع ان يرتفع من 3.5% الى 20%.
و يمكن التطرق بشكل سريع الى الانواع الرئيسية للبطالة وعلاقتها ب COVID-19 فهناك البطالة السافرة والاحتكاكية والموسمية و الاختيارية والاجبارية و البطالة المقنعة الناتجة عن توظيف افراد في بعض القطاعات والمؤسسات الحكومية دون حاجة فعلية اليهم وتعاني العديد من مؤسسات الدولة اذا كان هو القطاع المسيطر, وفي فترة حضر التجوال بسبب انتشار فيروس كوفيد 19 ادت إلى استفحال البطالة بانواعها كافة وبشكل مضاعف فاصبح الموظف الحكومي يمثل البطالة المقنعة الإجبارية فيضاف نوع جديد للبطالة يجمع بين البطالة المقنعة والبطالة الاجبارية ,وكذلك تحقق البطالة الهيكلية, وهذا النوع من البطالة ينتج أساسا بسبب عدم توفر عمل للأشخاص القادرين علي العمل والراغبين فيه بسبب فشل السياسات التشغلية وعدم انتظام اسواق العمل وضعف القدرة الاستيعابية للنشاط الاقتصادي وتمتد عموماً لفترة زمنية ، أي بمعني ان هذه البطالة ناتجة عن فيض الايدي العاملة غير الفنية والتي لا يمكن استخدامها في الصناعة الحديثة التي تتطلب كفاءات فنية تتلائم مع طرق الإنتاج الحديثة. والى جانب هذا النوع او مقارب له هو نوع البطالة الفنية التي تشير الي ان التقدم التكنولوجي بالرغم من الآثار الايجابية لابد وان يترك اثاراً جانبية علي المجتمع وبالتالي فان له تاثير في نشوء البطالة هذا النوع من البطالة والتي تعاني منها بعض الدول في ظل حظر التجوال لهذه الفترة من صعوبة او عدم القدره على انجاز الأعمال عن طريق استخدام التقنيات الحديثة مثل التعليم عن بعد او الوظائف الاخرى اذ لم يتم التدرب والتطوير مسبقا بشكل جيد على هذه التقنيات والتي كان من الممكن لها ان تخفف من البطالة.