أثر جائحة كورونا على السياحة العالمية
أ.د توفيق عباس عبدعون المسعودي
جامعة كربلاء – كلية الادارة والاقتصاد – قسم الاقتصاد
أظهر تقرير صادر عن مؤتمر الاونكتاد (UNCTAD) ان انهيار السياحة الدولية الذي ترتب عن تفشي وباء كورونا كلّف الاقتصاد العالمي (4) ترليون دولار عامي 2020,2021, علماً بان التعافي في القطاع السياحي سيعتمد على توزيع اللقاحات ، وقالت الامينة العامة بالإنابة للاونكتاد ايزابيل ديو رانت بأن العالم يحتاج لجهود مضنية لحماية العمال والتقليل من الآثار الاجتماعية السلبية فضلاً عن تبني قرارات ذات طابع استراتيجي بشأن السياحة .
وقد فرضت الحكومات اجراءات الغلق والحجر الصحي اضافة الى قرار الناس بالحد من سفرهم ، والمناطق المهددة هي شمال شرق آسيا وشمال افريقيا وجنوب آسيا ، والأقل تضرراً هي أمريكا الشمالية و اوربا الغربية ومنطقة البحر الكاريبي .
وقد اشارت منظمة السياحة العالمية ان عدد السياح الدوليين انخفض عام 2020 بنسبة (%3-1) ، بدلاً من النمو المتوقع (%4-3) أي خسارة قدرها (50-30) مليار دولار امريكي في الايرادات السياحية الدولية ، وستكون الخسارة اكبر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
وقد سبق وان تعرضت السياحة الدولية عام 2003 الى المتلازمة النفسية الحادة (سارز) ، ان هذه الازمة ذات صلة وثيقة بالقطاع السياحي من حيث اتباع توصيات منظمة الصحة العالمية والسلطات المحلية ، او تحمل مسؤولية الاستعلام قبل السفر .
ان الامر يتطلب مراعاة ما يأتي بخصوص القطاع السياحي :
- تكثيف الدعم والتنسيق من اجل تحقيق الامن المستدام للسياحة :
تحتل السياحة نسبة (%7) من التجارة الدولية ، وهذا القطاع يولد فرصة عمل واحدة لكل عشر فرص ، ولكن الجائحة كان لها رد فعلها السلبي على الوظائف والمؤسسات ، فمع تراجع السياحة بنسبة (%80-60) وانخفاض الصادرات بين (1.2-910) مليار دولار امريكي ، فإن (100) مليون وظيفة مباشرة بالحظر ، فضلاً عن تأثر القطاعات الفرعية التي ترتبط بهذا القطاع كالبناء والاغذية الزراعية ، وخدمات التوزيع والنقل ، كما تمخض عن الأزمة ضعف السياسات المتخذة محلياً ودولياً ، مما يتطلب الأمر تدعيم ثقة المسافرين والمؤسسات وتحفيز الطلب وتفعيل الانتعاش الاقتصادي .
- تعزيز التعاون المتعدد الاطراف واعادة تنشيط قطاع السفر :
ان تعزيز هذا التعاون يمكن ان يساهم في تسريع عملية الانتعاش الاقتصادي ، فضلاً عن تعزيز ظروف السلامة والأمن للمسافرين والعاملين وانشاء وجهات سياحية اكثر قدرة على الصمود ، مما يتطلب منهجاً منسقاً ومتكاملاً وذو طابع شمولي .
- ان يكون تعامل الحكومات مع قطاع السياحة اكثر تكاملاً :
وذلك من خلال اشراك كافة الجهات وعمل كافة المستويات المتمثلة كحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لإعداد خطة عملية قابلة للتنفيذ لتسهيل عملية الانعاش ، اضافة الى تعزيز آليات التنسيق المرتبطة بمساعدة المؤسسات والعاملين في القطاع مع اعتماد مفهوم الاستدامة ، كل ذلك يمكن ان يعمل على مواجهة المشاكل القائمة ذات الأمد الطويل كإدارة الموارد وكفاءتها والضغط على البنية التحتية .
- التركيز على مفهومي المسؤولية والشمول :
وقد يترتب عن هذا القطاع تأثيراً سلبياً على المستوى البيئي والاجتماعي كانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتي تمثل نسبة (%8) من الانبعاثات عالمياً ، ولذلك لابد من ارساء تجارب متنوعة ذات طابع أبطأ وأصغر وبواقعية أكثر .
ان تبني فكر جماعي حول مستقبل الروابط السياحية بين السياحة والبيئة ، وتعزيز الاستثمار في التكنولوجيا والاقتصاد الاخضر والوظائف التي تزيد من حجم القيمة المضافة في الاقتصاد سيترتب عنه بيئة أمنة ومستقرة سياحياً .
المصادر :
- UNWTO ، بيان منظمة السياحة العالمية حول تفشي فيروس كورونا المستجد ، انظر الموقع الآتي : https:// www. Unwto – org
- الاونكتاد (UNCTAD) ، تقرير الاونكتاد، الامم المتحدة 2021/6/30 ، تأثير فيروس كورونا على السياحة قد يكلف الاقتصاد العالمي اكثر من (4) ترليون دولار ، انظر الموقع الآتي على الانترنت : Covid-19 impact-tourism-unctad https://arabic- cnn. Com
- Coronavirus Travel Restrictions, Across. The Globe , The New York Times, 26 march 2020 .