جائحة كورونا وانعكاساتها على التعليم – النتائج والحلول
أ.د توفيق عباس عبدعون المسعودي
جامعة كربلاء – كلية الادارة والاقتصاد – قسم الاقتصاد
هنالك احصائيات تشير حتى 28 مارس 2020 الى تسرب (1.6) مليار طفل وشاب عن التعليم في (161) بلداً ، وبنسبة (%80) من الملتحقين بالمدارس عالمياً ، علاوة على ازمة التعليم المتفاقمة والتي منها الافتقار الى المهارات الاساسية ذات الحاجة الملحة في الحياة العملية ، او الطلبة الذين لا يستطيعون القراءة او الفهم في سن العاشرة والتي بلغت (%53) في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل .
فعلى مستوى التعليم يحدث تأخر في بدء العام الدراسي مما يؤدي الى حصول اضطراب في الحياة التي تمس المنخرطين في التعليم ، ويتم اللجوء الى ما يسمى باستراتيجيات التعليم عن بعد ، كالاستخدام الأفضل للوسائل الممكنة للبنى التحتية المتوفرة كاستخدام ادوات الانترنت في اتاحة البرامج الدراسية والفيديوهات والدروس التعليمية ، فضلاً عن المدونات والتسجيلات الصوتية ، حيث تتميز بها البلدان عالية الدخل قياساً بالبلدان الفقيرة ، مما ينتج عنه انعدام التكافؤ في الفرص بسبب عدم امتلاك الحاسوب او المكتب الدراسي وضعف الانترنت .
ومن المسلمات الاخرى تشجيع حماسة الطلبة للمشاركة في البرامج التعليمية فالأمر لا يتعلق بعلوم معينة يتعلمها الطالب ، وانما تنمية شخصيته ومهاراته وعلاقاته الاجتماعية ، وتفعيل مشاركة الطلبة في تطوير مجتمعاتهم كمواطنين .
وقد طرحت اليونسيف برنامجاً مكوناً من ست نقاط لحماية الاطفال من الابتعاد عن التعليم حيث تدعو فيه الحكومات والشركات الى الآتي :
- ضمان التعليم لجميع الاطفال وسد الفجوة الرقمية .
- ضمان انجاز الخدمات الصحية والتغذوية وجعل اللقاحات ميسرة التكلفة ومتوفرة للجميع .
- حماية الصحة العقلية والمحافظة عليها للأطفال والشباب وضرورة الحد من الايذاء الجسدي والعنف في التمايز بين الجنسين .
- دعم فرص الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي ومعالجة التردي البيئي والتغير المناخي .
- وضع الحلول المناسبة والكفيلة بمعالجة فقر الاطفال من اجل ترهين دورهم كلبنة اساسية في بناء المجتمع .
- تكثيف الجهود على كافة الاصعدة والمستويات الحكومية والمجتمعية لحماية الاطفال في مناطق تسودها النزاعات والكوارث والتهجير .
ان من الضروري تحسين جودة البرامج التعليمية واستيعابها وفق اسس علمية ومهارية كفوءة وتوسيع مشاركة الاهل مما يجعل المؤسسات التعليمية قادرة على استيعاب التحديات من خلال الاتصال ودمج الادوات الرقمية في المناهج الدراسية فضلاً عن جاهزية المعلمين .
ان الامر يتطلب استثمار الوقت والجهد في فهم الازمة على التعليم خاصة للاطفال واعتماد برامج مُجدية وواعدة مما يشكل تحدياً لا يمكن الاستهانة به فهو يمثل حاضرنا ومستقبلنا المشترك ، وبالتالي ضرورة التركيز على اعتماد رؤية جديدة تتناسب مع طبيعة الظرف الراهن ، باعتبارها ازمة نادرة الحدوث على كفة المستويات .
المصادر :
- خايمي سافيدرا ، التعليم في زمن فايروس كورونا ، التحديات والفرص ، مدونات البنك الدولي الموقع الآتي على شبكة الانترنت Wiki:https://ar.wiki pedia. Org
- اليونسيف ، اليوم العالمي للطفل ، تفادي ضياع جيل كورونا ، الموقع الاتي على شبكة الانترنت : https:// www.unicef.org
- United nation, Covio-19 and the need for action on mental health , policy Brief, 2020,p15 .