مؤشر المعرفة العالمي وموقع العراق فيه:
ا.د.حمزة محمود شمخي
لازلنا نقدم الرؤى حول المؤشرات العالمية التي يراد منها خلق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية للدول وضمان تنميتها المستدامة املا في ضمان الرخاء للاجيال الحالية والقادمة.
في هذا المقال نعرض مضمون(مؤشر المعرفة العالمي) الذي يطلقه برنامج الامم المتحدة الانمائي من اجل تحديد مدى قوة الدولة في مجال المعرفة وما(تحققه في مجال العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي والابتكار، وبمدى مواكبتها لعصر المعرفة).
ومؤشر المعرفة العالمي( Global knowledge Index) يعد مدخلا(للنهوض باستراتيجيات التفكير المتقدم في تعزيز اقتصادات المعرفة) لضمان الاقتصاد الرقمي الذي يعزز الرفاهية لشعوب الارض.
وينظر للمؤشر كونه أداة(علمية وعملية تسلط الضوء على التحديات وسبل التطوير لتنمية مستدامة للمجتمعات)بل هو مؤشر(مهم ومحكم لتقييم المجتمعات ومدى نموها استنادا إلى المعرفة).
ووفق هذا التحديد فان”مؤشر المعرفة العالمي”هو مؤشر لقياس(المعرفة على مستوى العالم كمفهوم شامل مرتبط بشكل وثيق بالتنمية المستدامة، وبمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة، وبناء مجتمعات واقتصادات المعرفة، ووضع السياسات التنموية لاستشراف المستقبل).
وبهذا الخصوص نشير ان المنظمات الدولية والاقليمية قد سعت في اعتماد(مؤشرات احصائية وادلة مركبة تسهم في اجراء تحليل دولي مقارن لقياس معدلات الاداء المعرفي من اجل التنمية على المستوى العالمي).ومن اهم هذه المؤشرات هو مؤشر المعرفة العالمي
الذي تاتي اهمية من ناحيتين الاولى كونه( ولد في ظرف كانت الساحة العالمية تفتقد إلى مؤشر يقيس المعرفة في علاقتها بالتنمية باعتبار أن المؤشر الوحيد الذي كان موجودا هو مؤشر”منهجية تقييم المعرفة للبنك الدولي” الذي كان يرصد الوضع العام واستعداد البلدان تجاه الاقتصاد القائم على المعرفة لكنه توقف منذ سنة 2012 ،وبسبب هذا الفراغ جاء مؤشر المعرفة العالمي ليسهم في سده)،اما الثانية هو ذلك الارتباط بين المعرفة وبين متغيرات الحياة المعاصرة وما تقتضية من رفاهية اجتماعية واقتصادية وصحية وتعليمية.
يقيس المؤشر الأداء المعرفي لدول العالم في (7)قطاعات معرفية مهمة تم ادراجها في المؤشر عند حسابه ويناقشها التقرير الذي يحلل قيمة المؤشر وهي:
1-التعليم قبل الجامعي وقيمته في المؤشر15%
2-التعليم التقني والتدريب المهني وقيمته 15%
3-التعليم العالي وقيمته 15%
4-البحث والتطوير والابتكار وقيمته 15%
5-تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقيمته 15%
6-الاقتصاد وقيمته 15%
7-البيئات التمكينية وقيمته 10% (التي تشخص السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والصحي والبيئي الحاضن لهذه القطاعات).
وكما يلاحظ فان مؤشر المعرفة العالمي يتكون من سبعة موضوعات تشكل مضمون المعرفة وترتبط ارتباطا مباشرا بها سواء على مستوى العلاقة بين هذه الموضوعات او ارتباطها المباشر بالتطورات المعرفية والتنموية المختلفة على مستوى الدول. فالارتباط القوي بين(نوعية رأس المال المعرفي والقدرة على بناء اقتصادات معرفة متينة، قادرة على تحقيق تنمية عادلة ومستدامة، يقتضي مزيدا من الاهتمام بأنظمة تأهيل العنصر البشري).
هذا التفاعل بين القطاعات اعلاه يوفر(مناخات اجتماعية واقتصادية وسياسبة داعمة حتى تساهم مجمل هذه القطاعات اسهاما فاعلا في التقدم في مسيرة التنمية القائمة على المعرفة).
ان المشاركة العالمية المتزايدة من الدول في مؤشر المعرفة العالمي تؤكد كيف باتت المعرفة هي(العامل الأكثر اهتماما في الاقتصاد المعاصر، وهذا سيساعد دول العالم على تحقيق الارتقاء) بالاقتصاد وتحقيق استدامته.
لقد اطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة النسخة الخامسة للمؤشر العالمي وتقريره لعام 2021 في اكسبو دبي،الذي زادت فيه عدد الدول المشاركة إلى 154 دولة.
جاءت سويسرا والسويد وامريكا في المراكز الثلاث الاولى.
وجاء ترتيب الدول العربية على المؤشر كما يلي : الإمارات الاول عربيا والمركز(11) عالميا،ثم قطر الثاني عربيا والمركز(38)عالميا،والمملكة العربية السعودية المركز (40)،الكويت (48)،سلطنة عُمان (52)، مصر(53)،البحرين(55)،تونس(83)،لبنان (92)، المغرب (101)،الأردن (103)، الجزائر (111)، العراق (137)،السودان (145) موريتانيا (147)،واليمن (150).
علما ان العراق وفلسطين والسودان كان دخولها في هذا المؤشر لاول مرة عام 2021.
ورغم ان العراق احتل المركز(137)في المؤشر بعد دخوله اول مرة،مما يستوجب على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العمل على دعم القطاعات السبعة المكونة للمؤشر وزيادة الاستثمار في قطاع البحث والتطوير والابتكار وربط التكنولوجيا بالتنمية وزيادة الاهتمام (بالمهارات خاصة مهارات المستقبل في ظل ما يقدمه مؤشر المعرفة العالمي من أدوات تسهل على صناع السياسات اتخاذ القرارات في هذه المجالات).
نتمنى مركزا متقدما للعراق.(تتمة)