مؤشر الجوع العالمي وموقع العراق فيه:
ا.د.حمزة محمود شمخي
من المؤشرات العالمية المثيرة للاهتمام الاجتماعي للدول هو “مؤشر الجوع العالمي”الذي اعتمد كمؤشر لقياس ظاهرة الجوع في دول العالم.
ويعد القضاء على الجوع Zero Hungerهدف من اهداف التنمية المستدامة Sustainable Development Goals السبعة عشر التي اقرتها الامم المتحدة والتزمت دول العالم بتحقيقها نهاية 2030.
لقد عجز العالم بقدراته الاقتصادية ولا زال من فك تشابك الفقر والجوع ولم يتمكن من التصدي لهما بفاعلية،والسبب إن الفقر والجوع(يتناسلان)مع بعضهما بشكل مستمر ويتشابكان في(دائرة جهنمية)مغلقة فكلما خطى العالم باتجاه الحد من الفقرتتقدم أزمة الغذاء لتزيد الجوع جوعا.
يعرف الجوع وفقا لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) على أنه(الحرمان من الطعام وسوء التغذية،الذي يجعل الفرد لا يستطيع الحصول على 1800سعر حراري، حدا أدنى يوميا لحياة صحية).
ومؤشر الجوع العالمي (Global Hunger Index) أداة إحصائية متعددة الأبعاد تستخدم لوصف حالة الجوع في الدول، حيث يقيس التقدم والفشل في الكفاح العالمي ضد الجوع.وهذا المؤشر تم تطويره من قبل المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية European NGOs of Concern Worldwide بالتعاون مع منظمة التنمية وتنظيم المساعدات الانسانية الألمانية Welthungerhif وذلك في عام 2006.وفي عام 2007 انضمت الى المجموعة منظمة غير حكومية إيرلندية.
يعتمد مؤشر الجوع العالمي على أربعة معايير لقياس مستوى الجوع لاي دولة هي:
أولا: النسبة المئوية للسكان الذين يعانون من نقص التغذية.
ثانيا: النسبة المئوية لانتشار “الهزال” بين الأطفال دون سن الخامسة.
ثالثا: النسبة المئوية لانتشار”التقزم”بين الأطفال دون سن الخامسة.
رابعا: النسبة المئوية للأطفال الذين يموتون قبل سن الخامسة.
ويتم تحديد مركز الدولة في المؤشر من خلال حساب (النسبة الإجمالية المتوسطة للمعايير اعلاه من صفر إلى 100، وكلما ارتفعت النسبة المئوية التي حصلت عليها الدولة، دل ذلك على ارتفاع نسبة الجوع فيها).
وتشير الدراسات انه ومنذ منتصف سنة 2010، كان الجوع قد(بدأ بالارتفاع عالميا مطيحا بالآمال بشأن تراجعه).ولعلل أكثر ما يبعث على القلق هو الارتفاع الحاد في عام 2020 في(معدلات الجوع العالمي بحيث تخطى معدل النمو السكاني،حيث تشير التقديرات إلى أنّ 9.9% من مجمل السكان تقريبا كانوا يعانون نقص التغذية، أي بارتفاع 8.4% عن عام 2019)
ولهذا السبب اكدت المنظمة الدولية على أن وضع التغذية في العالم يسوء (بسبب كثرة الأزمات وتنوعها، مثل الحروب والنزاعات وتغير المناخ والعواقب الناتجة عن تفشي فيروس كورونا ،لافتة إلى أن النزاعات زادت مجددا خلال الأعوام الماضية، والتي تعد أحد أكبر محفزات الجوع)
وتشير الدراسات ان(الإفراط بتناول الطعام والاستهلاك غير المسؤول للأغذية الغثة غير الصحية هما جزء كبير من مشكلة الجوع التي تتسبب في زيادة عدد الوفيات كل عام،حيث يعاني 1.9 مليارات شخص، أي أكثر من ربع سكان العالم، من زيادة الوزن.ويعاني 600 مليون منهم من البدانة. ويساهم إنتاج وهدركميات كبيرة من الأغذية من أجل المفرطين في الأكل في التلوث)مما يعني ان سوء التغذية والافراط هما اساس الجوع.
لقد كشف تقرير جديد لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO)لعام 2021 عن ارقام(مروعة وصادمة) حيث أشار إلى ارتفاع الجوع في العالم العربي بأكثر من 90% في غضون 20 عاما التي مضت، ليبلغ(عدد الجياع في المنطقة حوالي 69 مليون شخص في عام 2020).
ووفق تقرير مؤشر الجوع العالمي الصادر في عام 2022، لحالة الجوع في 135دولة لعام 2021،جاء ترتيب الدول العربية مختلفا،حيث احتلت الكويت المركز الاول عربيا وضمن مجموعة (1-18)عالميا الاقل جوعا بعدها تونس المركزالثاني عربياو(22) عالميا، السعودية(29)الجزائر(31)،الاردن(38)،المغرب(43)لبنان(48)عمان(55)مصر(56)العراق(86)السودان
(95)اليمن(115).
ويلاحظ ان العراق احتل المركز(86)في المؤشر وضمن فئة(الجوع المقلق)منخفصا عن مركزه السابق (65) عام 2020 حيث سجل.17.1% ومنخفضا عن مركز عام 2012 الذي سجل فيه21.1 % ومنخفضا عن مركزعام 2006 الذي سجل24% ومنخفضا عن مركز عام 2000 الذي سجل ايضا 24% .
هذا الارتفاع في المؤشر دليل على ازدياد ظاهرة الجوع منذ عام 2000 مما يعني ان العراق فاقدا لاي برامج شبكات أمان غذائية وطنية شاملة وممولة تمويلا جيدا اضافة لافتقاده لاستراتيجية سليمة لأمنه الغذائي،ساعد في ذلك ركود وهشاشة اهم القطاعات الاقتصادية وهو القطاع الزراعي وهشاسة الانتاج الزراعي وضعف دعم المزارعين وعدم وجود رؤيا حكومية لمشاكل نقص المياه،وطرق اعتمادها في الزراعة.
وامام هذه الصورة حاولت الحكومة معالجة هذه المشكلة الخطرة وضمان تحقيق الأمن الغذائي في البلاد، بتقديم قانون الأمن الغذائي الذي دخل بسجال ومناكفات سياسية عند ارساله الى مجلس النواب.
والسؤال:كيف يجوع العراق وارضه فضة وذهب؟
الجواب عند متخذي القرار.