You are currently viewing مؤشر الامن السيبراني وموقع العراق فيه

مؤشر الامن السيبراني وموقع العراق فيه

مؤشر الامن السيبراني وموقع العراق فيه:
ا.د.حمزة محمود شمخي


لا زلنا نجتهد في عرض المؤشرات العالمية التي تقييم أداء الدول وسلوكها إنسانيا وإجتماعيا واقتصاديا.ولهذا نعرض في هذا المقال مؤشر الامن السيبراني العالمي وموقع العراق فيه.
يعد الامن السيبرانيCybersecurity جزء من امن الدولة واهتمامها الانساني والاجتماعي لايقل اهمية عن الامن الصحي والامن الغذائي والامن المائي،وعند تحقيق ذلك تكون الدولة قد خلقت منظومة امنية متكاملة وهادفة تشكل عماد الدولة الحضارية الحديثة.
يعرف الامن السيبراني بكونه حماية(الأنظمة والشبكات والبرامج من الهجمات الرقمية،التي تهدف إلى الوصول إلى المعلومات الحساسة أو تغييرها أو إتلافها أو ابتزاز المال أو مقاطعة العمليات التجارية).
والحديث عن الامن السيبراني متشعب حيث يتكون من حزمة من المتغيرات الرقمية مثل(الحرب السيبرانية والردع السيبراني والجيوش السيبرانية والارهاب السيبراني والمرتزقة السيبرانية)وغيرها وقد اصبحت هذه المتغيرات الحدث الأبرز في الشأن الأمني لدول العالم.
لقد زاد اهتمام الدول بالامن السيبراني بعد ان دخل تأثير الفضاء السيبراني في مختلف مجالات الحياة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية،إذ يساهم ذلك الفضاء في اعادة (تشكيل الوعي والادراك السياسي والامني للافراد والمجتمعات والدول بصورة مغايرة عما كانت عليه حيث نجد تصورات وبنى جديدة يتم تأسيسها في المجال السياسي والامني،فالامن لم يعد يفهم في العالم الواقعي”المحدود” وانما اصبحت للاواقعية واللامحدودية التي يشكلها الفضاء السيبراني حضورها المؤثر في المجال الامني).
 ويدخل في الامن السيبراني كل ما يتعلق بالاجهزة الرقمية، وأنظمة المعلومات وأجهزة الكمبيوتر، والأنظمة الإلكترونية،والبيانات، والشبكات.
ولاهمية الموضوع فقد أنشأت الامم المتحدة ومن خلال الاتحاد الدولي للاتصالات احدى وكالات ‬الأمم‭ ‬المتحدة المتخصصة والمسؤولة ‬عن‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمعلومات”مؤشر الامن السيبراني العالمي”
 ( Global Cybersecurity Index)
وهو مؤشر مركب وذو فاعلية لقياس مدى التزام الدول بالأمن السيبراني هادفا الى حماية(المعلومات والممتلكات من السرقة والفساد، أو الكوارث الطبيعية، ويسمح للمعلومات والممتلكات أن تبقى منتجة وفي متناول مستخدميها المستهدفين).
يجمع المؤشر 25 معياراً في مقياس واحد لرصد
التزام 193 دولة عضوا في الاتحاد الدولي للاتصالات بالأمن السيبراني من خلال الركائز الخمس التالية:
(الركائزالقانونية، والتقنية، والتنظيمية، وبناء القدرات، والتعاون)
يستخدم المؤشر(البيانات التي يتم جمعها من الدول ووضع أسئلة لتقييم الالتزام، ومن خلال التشاور مع مجموعة من الخبراء، يتم ترجيح الأسئلة من أجل الحصول على مجموع نقاط مؤشر الأمن السيبراني)لاي دولة.
يصدر ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬العالمي وتقريره منذ‭‬ عام 2015 ‬ويعرض المؤشر والتقرير كفاءة دول العالم في الامن السيبراني واجراء مقارنات فيما بينها.
وفي نسخة 2021 التي اصدرها الاتحاد العالمي للاتصالات جاءت أمريكا في المركز الاول وبدرحة 100% والسعودية في المركز الثاني بدرجة99.5%.
كان ترتيب الدول العربية ضمن مركزها العالمي في الشكل التالي:
الدولة      عربيا      عالميا 
السعودية   1    –   2  
والإمارات  2         5
عُمان      3          21
مصر      4           23
قطر       5          27
تونس     6           45
المغرب   7          50
البحرين    8          60
الكويت   9           65
الأردن   10         71
السودان  11       102
الجزائر  12         104
لبنان    13          109
ليبيا     14          113
فلسطين 15          122
سوريا     16       126
العراق  17          129
موريتانيا 18        133
الصومال   19      137
جرز القمر  20      175
جيبوتي    21       179
ولم تدرج اليمن في المؤشر.
ويلاحظ ان العراق حصل المرتبة 129 عالميا في المؤشر من اصل193دولة، بينما كان في المركز107 في مؤشر عام 2020،مبيناً أن الامن السيبراني وحماية بيانات العراقيين،جزء لا يتجزأ من الامن القومي العراقي.
وتراجع العراق عربيا،ايضا إذ حصل على المرتبة 17 متقدماً على موريتانيا والصومال، وجزر القمر، وجيبوتي، واليمن،بينما تفوقت عليه بقية الدول العربية بما فيها سوريا، وفلسطين،وليبيا، ولبنان، والسودان.
وسبب التراجع أن العراق لم يقدم(اجابات عن الاستبيان الذي جمعه فريق المؤشر والذي تضمن بعض المعلومات والبيانات، وهو الامر الذي يطرح عدة اسئلة حول سبب هذا التجاهل للجهات المسؤولة عن هذا ملف الامن السيبراني في العراق)
وتشير بعض الدراسات ان هذا التراجع في الملف الامني السيبراني انما يعود الى عدم وجود مؤسسة متخصصة بالأمن السيبراني في العراق( وما هو موجود عبارة عن أقسام في دوائر مختلفة تفتقد للتنسيق أو التعاون المحترف في هذا الجانب، وكل جهة منها تعمل بمفردها).