ثلاثية الذكاء الاداري والقيمة التطويرية لمنظمات الاعمال في العراق:
موجز لورقة العمل التي القيت في المؤتمرالعلمي الدولي الاول لكلية ادارة الاعمال في جامعة البيان يوم 2021/7/6
ا.د.حمزة محمود شمخي
من الموضوعات التي تميز ببنائها الفكر الاداري المعاصر هي ذكاء الاعمال، والمعروف في ادبيات الادارة (باستخبارات الاعمال)،ويشمل هذا الوصف حزمة من النظريات الادارية الرائدة التي تميزت بتطوير ورقي لكثير من منظمات الاعمال العالمية،وبذلك فقد دعمت الاقتصاد الجزئي رغم كثرة المعيقات والصدمات التي تعرض لها خلال الفترات السابقة.
وذكاء الاعمال منهج ومضمون يهدف الى دعم افضل لاعمال صنع القرار في المنظمة ولذلك سمي(نظام ذكاء الاعمال بنظام دعم القرار).
وذكاء الاعمال يتكون من ثلاثية مبهرة في الفكر الاداري احدهما يكمل الاخر وهي (الذكاء التنافسي والذكاء الاقتصادي والذكاء الاستراتيجي)واصبحت هذه الثلاثية احد اهم توجهات الادارة الحديثة وهي كفيلة بتحقيق الميزة التنافسية فيما بين منظمات الاعمال ،وبهذا الوصف فان هذه الثلاثية هي هندسة للفكر الاداري المعاصر.
وقبل ان نعرض تلك الثلاثية،لابد ان نحدد ماهية الذكاء(intelligence)اداريا.حيث ينظر له كونه منهج يطلق على قدرات الادارة(في حل المشاكل المعقدة والسرعة التي تتم بها تلك الحلول).وتعرض بعض الادبيات الادارية ان مصطلح الذكاء يشمل ثلاث متغيرات لها قيمتها واثرها المميز في اي مجتمع اقتصادي هي(الابداع ،والتحليل،والتطبيق) وقد ساعد ذلك في تحديد ثلاث أنواع من الذكاء الاداري الذي يحيط منظمات الاعمال هو(الذكاء الإبداعي والذكاء التحليلي و الذكاء التطبيقي)وجميع هذه الانواع تدخل في محتوى ومضامين الثلاثية أعلاه وجعلتها ذات قيمة كبيرة لرقي منظمات الاعمال المعاصرة.
وعند تحليل هذه الثلاثية نجدنا أقرب الى جعل(الذكاء الاقتصادي economic intelligence)هو قمة هرم الذكاء لاي منظمة اعمال، وقد يكون معبرا عن تلك الثلاثية لشيوع المسمى اولا ولارتباطه بمنظمات الاعمال واهدافها ثانيا.
ينظر للذكاء الاقتصادي كونه مفهوم إداري يتعلق بالتسيير الاستراتيجي للمعلومات،وهذا يعني ان الذكاء الاقتصادي هو (توليفة لوظائف الاستعلام،وحماية المعلومات والتأثير على البيئة). فالمنظمات أصبحت مطالبة اليوم بتوقع التهديداتthreats والفرص opportunties وضمان حماية المعلومات ، كما أنها أصبحت معنية بممارسة التأثير على المحيط الخارجي.
والذكاء الاقتصادي ما هو الا نظام system يتكون من ثلاث عناصر مترابطة ومتكاملة وهي(اليقظة الإستراتيجية، والامن، والتأثير).
اما الذكاء التنافسي وهو القطب المهم في هذه الثلاثية يشار له (بالمسار الأهم في تحقيق التنافس في بيئة الأعمال المعاصرة) وهذا الراي تجسد باهتمامات العالم المبدع ومهندس أسس الادارة الاستراتيجية الحديثة وأحد المفكرين في العالم في مجال التخطيط الاستراتيجي والقوة التنافسية لمنظات الاعمال(M.Porter) خصوصا بعد اصدار كتابه المرجعي والمميز(Competitive Strategy)عام 1980.
اما القطب الثالث في هذه الثلاثية هو الذكاء الاستراتيجي وينظر له(أداة لتوفيرالمعلومات إلاستراتيجية عن البيئة الخارجية وحتى الداخلية لصناع القرار في الوقت المناسب وبالقدر المناسب لدعم اتخاذ القرارات إلاستراتيجية).
وبعد عرض ثلاثية الابداع الاداري المبهرة اعلاه طرح سؤال غاية في الاهمية :
اين نحن من هذه الثلاثية التطويرية الاستراتيجية؟
وهل يدرك مدراء منظات الاعمال العراقية قيمة واهمية الذكاء بثلاثيته التطويرية ؟
وهل يدرك القادة الاداريين اهمية الذكاء في تعزيز القيمة التنافسية لمنظماتهم التي يقودوها وضمان مستقبلها في ظل المتغيرات البيئية المتسارعة؟
ولماذا لا يتسلح القادة الاداريين بالذكاء مضمونا ومنهجا معاصرا في ادارة المنظمات؟
وقبل الاجابة على هذه الاسئلة لابد من التاكيد ان القائد الاداري ملزم بمعرفة وتطبيق الذكاء الاقتصادي والتنافسي والاستراتيجي وجعله منهجا وسلوكا وممارسة ليضمن لمنظمته قوة تنافسية يصارع بها المنافسين في سوق العمل،ويضمن لها النمو والاستقرار والديمومة الاقتصادية،وبالتالي يضمن للاقتصاد الجزئي تطوره ورقيه.
ولتحقيق اجابة مقبولة عن الاسئلة اعلاه يجب ان يكون القائد المدير في منظمة الاعمال(تحليليا للغاية،ومكثفا للغاية،وذكيا للغاية) وقائدا إداريا واستراتيجيا للغاية.
بمعنى اخر على ادارة منظمات الاعمال العراقية ان تبحث عن القائد الاداري الذكي،الذي يستطيع ان يخلق توليفة من ثلاثية الذكاء اعلاه لخلق منظمة ذكية ،فضلا عن ان استخدام هذا الذكاء سوف(يقود إلى وصول منظماتهم إلى القمة والتميز) وهو مايعرف بالادارة الذكية فسعي القائد والتزامه بتحقيق اهداف ذكاء الاعمال(يعد منبع القيم ومحرك السلوك) وتعزيز القيمة التنافسية لاي منظمة في هذا المحيط الاقتصادي المعقد والمضطرب الذي يعيش ازمة ثقة مع نفسه كما هو معروف في الفكر الاداري.
الذكاء ضرورة جدلية في ظل المعرفة الرقمية.